"صحيحه" (536 و 188 3 و 545 و 538 و 539)، و (البيهقيّ) في "شعب الإيمان"
(7/ 169)، و (البغويّ) في "شرح السُّنَّة" (384 و 4146)، والله تعالى أعلم.
[تنبيه]: هذا الحديث تقدّم في "الإمارة" مطوّلاً برقم [51/ 4932]، وإنما
أعدته؛ لكون تخريجه هناك مختصراً، فتنبّه.
(المسألة الثالثة): في فوائده:
1 - (منها): بيان فضل إماطة ما يؤذي الناس عن طريقهم، وأن الشخص
يؤجر على إماطة الأذى، وكل ما يؤذي الناس في الطريق.
2 - (ومنها): أن فيه دلالةً على أن من طرح الشوك في الطريق،
والحجارة، والكناسة، والمياه المفسدة للطرق، وكل ما يؤذي الناس يُخشى
العقوبة عليه في الدنيا والآخرة، ولا شك أن نَزْع الأذى عن الطريق من أعمال
البِرّ، وأن أعمال البرّ تكفّر السيئات، وتوجب الغفران، ولا ينبغي للعاقل أن
يحقر شيئاً من أعمال البرّ، أما ما كان من شجر فقطعه، وألقاه، وأما ما كان
موضوعاً فأماطه، والأصل في هذا كله قوله تعالى: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7)} [الزلزلة: 7]، وإماطة الأذى عن الطريق شعبة من شُعَب الإيمان.
3 - (ومنها): التنبيه على فضيلة كل ما نفع المسلمين، وأزال عنهم
ضرراً، وأن قليل الأجر قد يغفر الله به كثير الذنوب.
4 - (ومنها): أن فيه إثبات صفة الشكر لله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- على ما يليق بجلاله، فهي
كسائر صفاته التي أثبتتها النصوص الصحيحة، من الرضى، والرحمة، والقبول،
والعجب، والمحبّة، وغير ذلك، والله تعالى أعلم.
5 - (ومنها): ما قاله ابن عبد البرّ -رَحِمَهُ اللهُ- في الحديث: أن إماطة الأذى عن
الطريق من أعمال البرّ، وأنها توجب الغفران، فلا ينبغي للمؤمن العاقل أن
يحتقر شيئاً من أعمال البرّ، فربما غُفر له بأقلّها، وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: "الإيمان بضع
وسبعون شعبةً، أعلاها لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق،
والحياء شعبة من الإيمان" (?)، وقال تعالى: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7)} [الزلزلة: 7]، وقال الشاعر [من الخفيف]: