معنى ينزعه: يقلعه من يده، فيصيب به الآخر، أو يشدّ يده، فيصيبه. انتهى (?).
وقال وليّ الدين -رَحِمَهُ اللهُ-: قوله: "ينزع في يده" بكسر الزاي، وبالعين
المهملة، ومعناه: يرمي في يده، ويحقّق ضربته، كأنه يرفع يده، ويحقق
إشارته، والنزع: العمل باليد، كالاستقاء بالدلو، ونحوه، وأصله الجذب،
والقلع، قال في "المشارق": وأصل فَعَلَ إذا كان عينه أو لامه حرف حلق أن
يكون مستقبَله كذلك مفتوحاً، ولم يأت في المستقبَل مكسوراً إلا ينزع، ويهنئ،
قلت (?): ومثله يَرْجِع، وما ذكرناه من ضَبْط هذه اللفظة هو الذي حكاه القاضي
عياض عن جميع روايات مسلم، ونقله النوويّ عن نُسخ بلادنا، وهو المشهور
في رواية البخاريّ، ورُوي فيه أيضاً: "ينزغ" بفتح الزاي، وبِالغين المعجمة،
وهو كذلك في رواية أبي ذرّ الهرويّ، ومعناه: يَحْمِله على تحقيق ضَرْبه، ويزيّن
ذلك له، ونَزْغُ الشيطان: إغراؤه، وإغواؤه. انتهى (?).
(فَيَقَعُ فِي حُفْؤ مِنَ النَّارِ") قال الحافظ وليّ الدين -رَحِمَهُ اللهُ-: رَوَيناه في
"صحيح البخاريّ" بالنصب، والرفع؛ لكونه في جواب الترجي، وقد قُرئ بهما
قوله تعالى: {لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ (36) أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ} [غافر: 36 - 37]
قرأ حفص عن عاصم بالنصب، والباقون بالرفع. انتهى (?).
وقال في "الفتح": قوله: "فيقع في حفرة من النار" هو كناية عن وقوعه
في المعصية التي تُفضي به إلى دخول النار، قال ابن بطال -رَحِمَهُ اللهُ-: معناه: إن
أُنفذ عليه الوعيد.
وفي الحديث: النهي عما يفضي إلى المحذور، وإن لم يكن المحذور
محقّقاً، سواءٌ كان ذلك في جدّ، أو هزل.
وقد وقع في حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - عند ابن أبي شيبة وغيره مرفوعاً، من
رواية ضمرة بن ربيعة، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عنه: "الملائكةُ