والقلبُ متصلٌ به، والوَتِينُ في البطن، والنَّسَا في الفخذ، والأَبْجَلُ في الرِّجل،
والأَكْحَلُ في اليد، والصَّافِنُ في السّاق، وقال في "المجرّد" أيضًا: الوريد عِرْقٌ
كبيرٌ يدور في البدن، وذَكَر معنى ما تقدَّم، لكنَّه خالف في بعضه، ثم قال:
والوَدَجَانِ: عِرْقان غَليظان، يكتنفان ثُغْرَة النّحر يمينًا ويسارًا، والجمع أَوْدَاجٌ،
مثل يسَبَب وأَسْبَابٍ، ووَدَجْتُ الدّابّةَ وَدْجًا، من باب وَعَدَ: قَطَعْتُ وَدَجَها،
ووَدَّجْتُهَا بالتّثقيل مبالغةٌ، وهو لها كالفصد للإنسان؛ لأنّه يقال: وَدَجْتُ المالَ:
إذا أصلحته، ووَدَجْتُ بين القوم: أصلحتُ. انتهى (?).
قال الجامع عفا الله عنه: قد نظمت أسماء هذه العروق، فقلت:
يُقَالُ فِي الْجَسَدِ عِرْقٌ حَيْثُمَا ... قُطِعَ صَاحِبُهُ مَاتَ أَلَمَا
لَهُ تَشَعُّبٌ بِأَعْضَاءِ الْجَسَدْ ... فِي كُلِّ عُضْوٍ خُصَّ بِاسْمٍ انْفَرَدْ
فَخُصَّ فِي الْعُنُقِ بِالْوَرِيدِ ... كَذَلِكَ الْوَدَجُ ذُو تَسْدِيدِ
فِي الظَّهْرِ بِالنِّيَاطِ يُدْعَى وَالَّذِي ... اسْتَبْطَنَ الصُّلْبَ بَأَبْهَرٍ خُذِ
وَذَا بهِ الْقَلْبُ غَدَا يَتَّصِلُ ... فِي الْبَطْنِ بِالْوَتِينِ صَارَ يُعْقَلُ
وَبِالنَّسَا فِي الْفَخْذِ وَالأبْجَلُ فِي ... رِجْلٍ وَبِالأَكْحَلِ فِي الْيَدِ يَفِي
فِي السَّاقِ بِالصَّافِنِ يُدْعَى وَانْتَهَى ... نَظْمِي لِمَنْ يَرْغَبُ مِنْ ذَوِي النُّهَى (?)
وفي رواية البخاريّ: "فاشتدّ غضبه، حتى انتفخ وجهه، وتغيّر"، وفي
حديث معاذ بن جبل - رضي الله عنه - عند أحمد، وأصحاب "السنن": "حتى إنه ليُخَيَّل إليّ
أن أنفه ليتمزَّع من الغضب".
(قَالَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنِّي لأَعْرِفُ كَلِمَةً) فيه إطلاق الكلمة على الكلام؛
لأن "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم" جملة، وهو إطلاق لغويّ، وهو الذي عناه
ابن مالك - رَحِمَهُ اللهُ - في "الخلاصة" بقوله:
...................... ... وَكِلْمَةٌ بِهَا كَلَامٌ قَدْ يُؤَمّ
(لَوْ قَالَهَا)؛ أي: الكلمة، (لَذَهَبَ عَنْهُ الَّذِي يَجِدُ)؛ أي: وَجَده من شدّة
الغضب، ثم بيّن الكلمة بقوله: (أَعُوذُ)؛ أي: أعتصم، وأتحصّن (بِاللهِ مِنَ