ولُمَزة، وحُفَظة، وخُدَعة، وضُحَكة، ووقع بيان ذلك في حديث ابن مسعود - رضي الله عنه -
عند مسلم، وأوله: "ما تعدُّون الصُّرَعة فيكم؟ قالوا: الذي لا يصرعه الرجال".
قال ابن التين: ضبطناه بفتح الراء، وقرأه بعضهم بسكونها، وليس بشيء؛ لأنه
عكس المطلوب، قال: وضُبط أيضًا في بعض الكتب بفتح الصاد، وليس بشيء.
(إِنَّمَا الشَّدِيدُ) المعتبَر شرعًا، (الَّذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ") وفي رواية
أحمد من حديث رجل لَمْ يسمه، شَهِد رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقول: الصُّرَعة كلُّ الصُّرَعة -
كررها ثلاثًا - الذي يغضب، فيشتدّ غضبه، ويحمرّ وجهه، فيَصرَع غَضَبَهُ. انتهى (?).
وقال ابن عبد البرّ - رَحِمَهُ اللهُ -: وأما قوله: "الصرعة"؛ فإنه يعني: الكثير القوّة
الذي يَصْرَع كلَّ من صارعه، ومثله من قول العرب: هذا رجل نُوَمةٌ؛ يعني:
كثير النوم، وحُفَظة؛ يعني: كثير الحفظ، وقال ابن حبيب: الصُّرَعة بتثقيل
الكلمة بالحركات، معناه: الذي يصرع الناس، قال: والصُّرْعة بالتخفيف:
الرجل الضعيف النحيف الذي يَصْرَعه الناس، حتى لا يكاد يَثْبت، وكذلك
الضُّحَكَة بالتثقيل: الذي يَضْحَك بالناس، والضُّحْكَة بالتخفيف: الذي يَضْحك
منه الناس، وبالله التوفيق. انتهى (?)، والله تعالى أعلم.
مسألتان تتعلّقان بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - هذا متّفقٌ عليه.
(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنّف) هنا [30/ 6620 و 6621 و 6622] (2609)، و (البخاريّ)
في "الأدب" (6114) وفي "الأدب المفرد" (1/ 446)، و (النسائيّ) في "الكبرى"
(6/ 105) وفي "عمل اليوم والليلة" (394 و 395 و 396 و 397)، و (معمر بن راشد)
في "جامعه" (11/ 188)، و (عبد الرزّاق) في "مصنّفه" (11/ 188)، و (مالك) في
"الموطّأ" (2/ 906)، و (أحمد) في "مسنده" (2/ 236 و 268 و 517)، و (ابن
أبي شيبة) في "مصنّفه" (5/ 216)، و (الربيع بن حبيب) في "مسنده" (1/ 274)،
و(القضاعيّ) في "مسند الشهاب" (1212)، و (الطبرانيّ) في "مسند الشاميين"