شرح الحديث:
(عَنْ أَبِي بَرْزَةَ) نَضْلَة بن عُبيد (الأَسْلَمِيِّ) بفتح الهمزة: نسبة إلى أسلم بن
أفصى بن حارثة بن عمرو بن عامر بن حارثة بن امرئ القيس بن ثعلبة بن
مازن بن الأزد، قاله في "اللباب" (?). (قَالَ: بَيْنَمَا جَارِيةٌ) تقدّم غير مرّة أن
"بينما" هي "بين" الظرفيّة زيدت عليها "ما"، (عَلَى نَاقَةٍ)؛ أي: راكبة عليها.
(عَلَيْهَا)؛ أي: على تلك الناقة (بَعْضُ مَتَاعِ الْقَوْمِ)؛ أي: محمول عليها، (إِذْ)
بكسر الهمزة، وسكون الذال المعجمة هي الفجائيّة يُتلقّى بها جواب "بينما"،
وهو قوله: (بَصُرَتْ بِالنَبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -) بضمّ الصاد المهملة، وتُكسر، قال
الفيّوميّ - رَحِمَهُ اللهُ -: بصُرت بالشيء بالضمّ، والكسر لغةٌ بَصَرًا، بفتحتين: علمتُ،
فأنا بصير به، يتعدّى بالباء، في اللغة الفصحي، وقد يتعدّى بنفسه. انتهى (?).
وقال المجد - رَحِمَهُ اللهُ -: وبَصُرَ به، ككَرُمَ، وفَرِحَ بَصَرًا، وَبَصَارَة، ويُكْسَرُ؛
ككِتَابةٍ: صار مُبْصِرًا. انتهى (?).
(وَتَضَايَقَ بِهِمُ الْجَبَلُ)؛ أي: ضاق بهم الطريق في الجبل، (فَقَالَتْ: حَلْ)
بفتح الحاء المهملة، وسكون اللام، كلمة تُزجر بها الإبل، يقال: حَلْ حَلْ
بسكون اللام، ويقال أيضًا: حَلٍ حَلٍ، بكسر اللام فيهما منوّنةً، وغير منوّنة،
قاله القرطبيّ - رَحِمَهُ اللهُ - (?).
وقال النوويّ - رَحِمَهُ اللهُ -: "حل" كلمة زجر للإبل، واستحثاث، يقال: حل حل
بإسكان اللام فيهما، قال القاضي: ويقال أيضًا: حلٍ حلٍ بكسر اللام فيهما،
بالتنوين، وبغير تنوين. انتهى (?).
(اللَّهُمَّ الْعَنْهَا)؛ أي: أبْعِدها من رحمتك. (قَالَ) أبو برزة - رضي الله عنه -: (فَقَالَ
النَّبِيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا تُصَاحِبُنَا) الظاهر أن "لا" نافية، والفعل مرفوع، على الإخبار،
والمراد به النهي، وَيحْتَمِل أن تكون "لا" ناهية، والفعل مجزوم بها. (نَاقَةٌ،
عَلَيْهَا لَعْنَةٌ")؛ أي: عليها الدعاء باللعنة، وتقدّم أن الأظهر أن يكون هذا من