لسوء الأحوال، قال تعالى: {وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ}
[آل عمران: 159].
وقال القرطبيّ: معناه: من يُحرم الرفق يفضي به إلى أن يُحرم خير الدنيا
والآخرة. انتهى، والله تعالى أعلم.
مسألتان تتعلّقان بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): حديث جرير بن عبد الله -رضي الله عنه- هذا من أفراد
المصنّف رحمهُ اللهُ.
(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنّف) هنا [23/ 6575 و 6576 و 6577] (2592)،
و(البخاريّ) في "الأدب المفرد" (463)، و (أبو داود) في "الأدب" (4809)،
و(ابن ماجه) في "الأدب" (3687)، و (ابن أبي شيبة) في "مصنّفه" (8/ 510
و511 و 512)، و (أحمد) في "مسنده" (4/ 366)، و (الطبرانيّ) في "الكبير"
(2454 و 2455)، و (ابن حبّان) في "صحيحه" (548)، و (البيهقيّ) في
"الكبرى" (10/ 193)، والله تعالى أعلم.
وبالسند المتّصل إلى المؤلّف رحمهُ اللهُ أوّلَ الكتاب قال:
[6576] ( ... ) - (حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ،
وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ، قَالُوا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ (ح) وَحَذَثنا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا
أَبُو مُعَاوِيةَ (ح) وَحَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، حَدَّثَنَا حَفْصٌ -يَعْنِي: ابْنَ غِيَاثٍ-
كُلُّهُمْ عَنِ الأَعْمَشِ (ح) وَحَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، وَإِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ -وَاللَّفْظُ
لَهُمَا- قَالَ زُهَيْرٌ: حَدَّثنَا، وَقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ تَمِيمِ بْنِ
سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هِلَالٍ الْعَبْسِي، قَالَ: سَمِعْتُ جَرِيرًا يَقُولُ: سَمِعْتُ
رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: "مَنْ يُحْرَمِ الرِّفْقَ، يُحْرَمِ الْخَيْرَ").
رجال هذا الإسناد: أربعة عشر:
1 - (أَبُو مُعَاوِيَةَ) محمد بن خازم الضرير، تقدّم قريبًا.
2 - (حَفْصُ بْنُ غِيَاثِ) بن طَلْق بن معاوية النخعيّ، أبو عُمر الكوفيّ،