أخرجه (المصنّف) هنا [21/ 6571] (2590)، و (أحمد) في "مسنده"
(2/ 388 و 404)، و (الطبرانيّ) في "الأوسط" (1/ 217)، والله تعالى أعلم.
(المسألة الثالثة): في فوائده:
1 - (منها): بيان سعة فضل الله سبحانه وتعالى، وعظيم كرمه، حيث إنه يستر عباده
على ذنوبهم.
2 - (ومنها): الحثّ على سَتْر الإنسان نفسه إذا وقع في معصية؛ لينال
هذا الفضل العظيم.
3 - (ومنها): أنه يستفاد منه من لم يستر على نفسه لم يستره الله عزَّ وجلَّ؛
لأنه من المجاهرين، والمجاهرة بالمعاصي مبارَزة لله تعالى.
أخرج البخاريّ في "صحيحه" عن سالم بن عبد الله قال: سمعت أبا
هريرة يقول: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "كلُّ أمتي مُعَافًى إلا المجاهرين،
وإن من المجاهَرة أن يعمل الرجل بالليل عملًا، ثم يصبح، وقد ستره الله،
فيقول: يا فلان عَمِلت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه، ويصبح يكشف
سِتر الله عنه"، والله تعالى أعلم.
وبالسند المتّصل إلى المؤلّف رحمهُ اللهُ أوّلَ الكتاب قال:
[6572] ( ... ) - (حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا
وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا سُهَيْلٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "لَا يَسْتُرُ عَبْدٌ
عَبْدًا في الدُّنْيَا إِلَّا سَتَرَهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ").
رجال هذا الإسناد: ستة:
1 - (أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ) تقدّم قبل ثلاثة أبواب.
2 - (عَفَّانُ) بن مسلم بن عبد الله الباهليّ، أبو عثمان الصفّار البصريّ،
ثقةٌ ثبتٌ، قال ابن المدينيّ: كان إذا شكّ في حرف من الحديث تركه، وربما
وَهِمَ، وقال ابن معين: أنكرناه في صفر سنة تسع عشرة، ومات بعدها
بيسير (220) من كبار [10] (ع) تقدم في "المقدمة" 6/ 44.
3 - (وُهَيْبُ) بن خالد بن عجلان الباهليّ البصريّ، تقدّم قريبًا.
والباقون ذُكروا قبله.