وقال الفيّوميّ - رحمه الله -: نَتُنَ الشّيءُ بالضّم نُتُونَةً، ونَتَانَةً، فهو نَتِينٌ، مثلُ
قَرِيب، ونَتَنَ نَتْناً، من باب ضَرَب، ونَتِنَ يَنْتَنُ، فهو نَتِنٌ، من باب تَعِبَ، وأَنْتَنَ
إِنْتَاناً، فهو مُنْتِنٌ، وقد تُكسر الميم للإتباع، فيقال: مِنْتِنٌ، وضمّ التاء إتباعاً
للميم قليلٌ. انتهى (?).
وقوله: (قَالَ ابْنُ مَنْصُورٍ) هو إسحاق شيخه الثاني، (فِي رِوَايَتِهِ: عَمْرٌو،
قَالَ: سَمِعْتُ جَابِراً) بيّن به أن إسحاق بن منصور قال في روايته: "عمرو" هو
ابن دينار، فعمرو مبتدأ، خبره قوله: "قال: سمعت جابراً"؛ يعني: أنه صرّح
بسماع عمرو من جابر، وأما إسحاق بن إبراهيم، ومحمد بن رافع فعنعنا،
وقالا: عن عمرو، عن جابر، والله تعالى أعلم.
[تنبيه]: رواية معمر، عن عمرو بن دينار ساقها عبد الرزّاق في "مصنّفه"
مقروناً بابن عيينة، فقال:
(18041) - أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، وابن عيينة، عن
عمرو بن دينار، قال: سمعت جابر بن عبد الله يقول: كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
في غَزَاة، فكسع رجل من المهاجرين رجلاً من الأنصار، فقال الأنصاريّ: يا
للأنصار، وقال المهاجريّ: يا للمهاجرين، فسمع ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال:
"ما بال دعوى الجاهلية"، فأخبروه بالذي كان، فقال النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "دَعُوها، فإنها
منتنة"، قال: وكان المهاجرون لَمّا قَدِم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة أقلّ من الأنصار،
ثم إن المهاجرين كَثُروا بعدُ، فسمع بذلك عبد الله بن أُبَيّ، قال: "قد فعلوها؟
والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذلّ". انتهى (?).
قال في "الفتح": قوله: "ثم إن المهاجرين كَثُروا بعدُ" هذا مما يؤيِّد تقدّم
القصة، ويوضح وَهْمَ من قال: إنها كانت بتبوك؛ لأن المهاجرين حينئذ كانوا
كثيراً جدا، وقد انضافت إليهم مُسْلِمة الفتح في غزوة تبوك، فكانوا حيمئذ أكثر
من الأنصار، والله أعلم. انتهى (?).
{إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ}.