وبالسند المتّصل إلى المؤلّف - رحمه الله - أوّلَ الكتاب قال:
[6561] ( ... ) - (حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَإِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ،
وَمُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ، قَالَ ابْنُ رَافِعٍ: حَدَّثَنَا، وَقَالَ الآخَرَانِ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا
مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كَسَعَ رَجُلٌ مِنَ
الْمُهَاجِرِينَ رَجُلاً مِنَ الأَنْصَارِ، فَأَتَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فَسَأَلَهُ الْقَوَدَ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -:
"دَعُوهَا، فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ"، قَالَ ابْنُ مَنْصُورٍ فِي رِوَايَتِهِ: عَمْرٌو، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِراً).
رجال هذا الإسناد: ثمانية:
1 - (إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ) الكوسج، أبو يعقوب المروزي، ثقة ثبت [11]
تقدم في "الإيمان" 12/ 156.
2 - (مَعْمَرُ) بن راشد، تقدّم قريباً.
3 - (أَيُّوبُ) بن أبي تميمة كيسان السَّختيانيّ، تقدّم قبل باب.
والباقون ذُكروا في الباب، والباب الماضي، و"عبد الرزّاق" هو: ابن
همّام الصنعانيّ.
وقوله: (فَسَأَلهُ الْقَوَدَ)؛ أي: طلب الرجل الأنصاريّ المضروب أن يُقيده،
و"القوَد" بفتحتين: القِصاص.
وقوله: ("دَعُوهَا، فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ") الظاهر أن الضمير راجع إلى مسألة القود،
وقال الأبيّ: راجع إلى دعوى الجاهليّة، قال: ولا يعارض قوله في الطريق
الأول: "فلا بأس"؛ لأنه يجاب بأن معنى "لا بأس"؛ أي: مما يُخاف أن يقع
من فتنة، أو فساد، والدعوى لم تزل منكرةً، أو أن قوله: "منتنة" راجعاً إلى
القود. انتهى (?).
وقال في "الفتح": قوله: "دعوها، فإنها منتنة"؛ أي: دعوى الجاهلية،
وأبعدَ من قال: المراد: الكَسْعة، ومُنتنة بضمّ الميم، وسكون النون، وكسر
المثناة، من النتن؛ أي: إنها كلمة قبيحة، خبيثةٌ، وكذا ثبتت في بعض
الروايات. انتهى (?).