وغَزَوَانًا، قاله المجد -رحمه الله- (?). (فِئَامٌ) بكسر الفاء، وفتح الهمزة، ويقال: فيام،

بياء مخففة، وفيه لغة أخرى، وهي فتح الفاء، ذكره ابن عديس، وفي

"التهذيب": العامة تقول: فيام، وهي الجماعة من الناس، قال صاحب

"العين": ولا واحد له من لفظه (?). وقوله: (مِنَ النَّاسِ) بيان لـ"فئام"، (فَيُقَالُ

لَهُمْ)؛ أي: للفئام الغزاة؛ أي: يقول بعضهم لبعض: (فِيكُمْ) بتقدير همزة

الاستفهام؛ أي: أفيكم (مَنْ رَأَى رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -؟ ) وفي لفظ: "هل فيكم من

صحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ " بَدَل "من رأى"، وقوله: "من رأى ... إلخ" ردّ لقول

جماعة من المتصوفة القائلين: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يره أحد في صورته، ذَكَره

السمعانيّ (?).

وقال ابن بطال -رحمه الله-: هو كقوله - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الآخر: "خيركم قرني،

ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم"؛ لأنه يُفتح للصحابة - رضي الله عنهم -؛ لِفَضْلهم، ثم

للتابعين لفضلهم، ثم لتابعيهم لفضلهم، قال: ولذلك كان الصلاح، والفضل،

والنصر للطبقة الرابعة أقلّ، فكيف بمن بَعْدَهم؟ والله المستعان. أنتهى (?).

وفيه معجزة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وفضيلة لأصحابه، وتابعيهم - رضي الله عنهم -.

(فَيَقُولُونَ)؛ أي: يجيب المسؤولون بقولهم: (نَعَمْ)؛ أي: معنا من رأى

رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، (فَيُفْتَحُ لَهُمْ) ببناء الفعل للمفعول؛ أي: يفتح الله تعالى لهم بلد

العدوّ، ويهزمهم، فتُغنم أموالهم، وتسبى ذراريّهم بسبب ذلك الصحابيّ، وبركة

رؤيته للنبيّ - صلى الله عليه وسلم -. (ثُمَّ يَغْزُو فِئَامٌ)؛ أي: جماعة أُخَر (مِنَ النَّاسِ، فَيُقَالُ لَهُمْ:

فِيكُمْ مَنْ رَأَى مَنْ صَحِبَ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ، فَيُفْتَحُ لَهُمْ) بسبب

بركة ذلك التابعيّ الرائي للصحابيّ، ودعائه بالنصر والفتح. (ثُمَّ يَغْزُو فِئَامٌ مِنَ

النَّاسِ، فَيُقَالُ لَهُمْ: هَلْ فِيكُمْ مَنْ رَأَى مَنْ صَحِبَ مَنْ صَحِبَ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -؟

فَيَقُولُونَ: نَعَمْ، فيُفْتَحُ لَهُمْ") بسبب بركة ذلك تابعي التابعيّ، ودعائه بالنصر

والفتح، ثم إنه ذكر في هذا الحديث ثلاث طبقات: طبقة الصحابة، ثم طبقة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015