شرح الحديث:
(عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الصَّامِتِ)؛ أنه (قَالَ: قَالَ أَبُو ذَرٍّ) الغِفاريّ رضي الله عنه: (قَالَ
رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -) وفي الرواية التالية: "قَالَ لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ائْتِ قَوْمَكَ، فَقُلْ:
إِنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ". ("غِفَارُ) - بكسر الغين المعجمة- يُصْرَف باعتبار
الحيّ، ولا يصرف باعتبار القبيلة (?)، وهم بنو غفار بن مُليل- بميم، ولامين
مصغرًا- ابن ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة، وسبق منهم إلى الإسلام أبو
ذرّ الغفاريّ، وأخوه أُنيس كما سبق بيان ذلك مطوّلًا، ورجع أبو ذرّ إلى قومه،
فأسلم الكثير منهم. (غَفَرَ اللهُ لَهَا) هو لفظ خبر يراد به الدعاء، ويَحْتَمِل أن
يكون خبرًا على بابه، ويؤيده قوله في آخر الرواية الآتية: "وعُصَيّة عصت الله
ورسوله" (?).
(وَأَسْلَمُ) أسلم بن أفصى- بفتح الهمزة، وسكون الفاء، بعدها مهملة،
مقصورًا- ابن حارثة بن عمرو بن عامر بن حارثة بن امرئ القيس بن ثعلبة بن
مازن بن الأزد، قال الرشاطيّ: الأزد جُرثومة من جراثيم قحطان، وفيهم
قبائل، فمنهم الأنصار، وخُزاعة، وغَسّان، وبارق، وغامد، والعتيك،
وغيرهم، وهو الأزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن
يشجب بن يعرب بن قحطان (?).
(سَالَمَهَا الله") قال النوويّ: قال العلماء: هو من المسالمة، وتَرْك
الحرب، قيل: هو دعاء، وقيل: خبر، قال القاضي في "المشارق": هو من
أحسن الكلام، مأخوذ من سَالَمْته: اذا لم تَرْ منه مكروهًا، فكأنه دعا لهم بأن
يَصنع الله بهم ما يوافقهم، فيكون "سالمها" بمعنى: سَلَّمها، وقد جاء فاعل
بمعنى فَعَلَ، كقاتله الله؛ أي: قتله. انتهى (?).
وقال ابن الأثير رضي الله عنه: "غِفار غفر الله لها": يَحْتَمِل أن يكون دعاء لها