قال القرطبيّ- رضي الله عنه: ظاهر هذا الحديث الانتهاءُ بالاستغفار إلى البطن

الثالث، فيمكن أن يكون ذلك؛ لأنهم من القرون التي قال فيها النبيّ - صلى الله عليه وسلم -:

"خيرُ أمتي قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم" (?)، ويمكن أن تشملَ

بركةُ هذا الاستغفار المؤمنين من الأنصار إلى يوم القيامة؛ مبالغة في إكرام

الأنصار، لا سيما إذا كانت نية الأولاد فعلَ مثال ما سبق إليه الأجداد، ويُؤيد

ذلك قوله في الرواية الأخرى: "ولذراريّ الأنصار". انتهى (?).

قال الجامع عفا الله عنه: لا يخفى أن الاحتمال الثاني هو الأظهر؛

للرواية المذكورة، فتنبّه، والله تعالى أعلم.

[تنبيه]: نقل المناويّ عن الذهبيّ أنه قال: أبناء الأنصار ليسوا من

الأنصار، كما أن أبناء المهاجرين ليسوا من المهاجرين، ولا أولاد الأنبياء

بأنبياء، ويوضحه حديث: "اللَّهُمَّ اغفر للأنصار، ولأبناء الأنصار، ولأبناء

أبناء الأنصار"، قال: وبُغض الأنصار من الكبائر. انتهى (?)، والله تعالى

أعلم.

مسألتان تتعلّقان بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): حديث زيد بن أرقم رضي الله عنه هذا متّفقٌ عليه.

(المسألة الثانية): في تخريجه:

أخرجه (المصنّف) هنا [43/ 6393 و 6394] (2506)، و (البخاريّ) في

"التفسير" (4906)، و (الترمذيّ) في "المناقب" (3909)، و (النسائيّ) في

"الكبرى" (6/ 86)، و (عبد الرزّاق) في "مصنّفه" (19914)، و (الطيالسيّ) في

"مسنده" (680 و 683)، و (أحمد) في "مسنده" (3/ 139 و 156 و 162 و 213

و216 - 217)، و (ابن أبي شيبة) في "مصنّفه" (12/ 160)، و (أبو يعلى) في

"مسنده" (5/ 376)، و (ابن حبّان) في "صحيحه" (7280 و 7281)، و (ابن

الجعد) في "مسنده" (1/ 86)، و (الطبرانيّ) في "الكبير" (5104 و 5105)،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015