لِمَا في آخرها من تولّي الله تعالى لِتِيْنَك الطَّائفتين مِن لُطْفه بهما، وعصمته

إياهما، مما حَلّ بعبد الله بن أُبَيّ، من الإثم، والعار، والذَّم، وذلك قوله تعالى:

{وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا}؛ أي: متولي حِفظهما، وناصرهما. انتهى (?)، والله تعالى أعلم.

مسائل تتعلّق بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): حديث جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - هذا متّفقٌ عليه.

(المسألة الثانية): في تخريجه:

أخرجه (المصنّف) هنا [43/ 6392] (2505)، و (البخاريّ) في

"المغازي" (4051) و"التفسير" (4558)، و (الحميديّ) في "مسنده" (2/ 528)،

و(ابن حبّان) في "صحيحه" (7288)، و (الطبريّ) في "تفسيره" (7728

و7729)، و (البيهقيّ) في "الدلائل" (3/ 221)، و (البغوي) في "تفسيره" (1/

347)، و (سعيد بن منصور) في "سننه" (2/ 362)، و (أبو يعلى) في "مسنده"

(2/ 148)، والله تعالى أعلم.

(المسألة الثالثة): في فوائده:

1 - (منها): بيان فضل الأنصار، ولا سيّما الحيّان، بني سلِمة، وبني

حارثة؛ إذ أخبر الله - عَزَّوَجَلَّ - أنه وليّهما.

2 - (ومنها): بيان سبب نزول هذه الآية المكريمة.

3 - (ومنها): بيان حرص الطائفتين المذكورتين على حصول الكرامة

عند الله، وإن كان فيه غضاضة منهم، إذ أحبّوا نزول الآية، وإن كان أولها

غضًّا منهم، إلَّا أن آخرها سَتَر ذلك، وأخفاه، وأظهر الشرف المؤبّد لهم،

فلذلك قالوا: "وما نحبّ أنَّها لَمْ تنزل؛ لقول الله - عَزَّوَجَلَّ -: {وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا} "، والله

تعالى أعلم.

وبالسند المتّصل إلى المؤلّف - رَحِمَهُ اللهَ - أوّلَ الكتاب قال:

[6393] (2506) - (حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّي، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ،

وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015