وَهُوَ، فَاخْتَلَفْنَا أَنَا وَهُوَ ضَرْبَتَيْنِ، فَضَرَبْتُهُ بِالسَّيْفِ، فَقَتَلْتُهُ، ثمَّ رَجَعْتُ إِلَى أَبِي

عَامِرٍ، فَقُلْتُ: إِنَّ اللهَ قَدْ قَتَلَ صَاحِبَكَ، قَالَ: فَانْزعْ هَذَا السَّهْمَ، فَنَزَعْتُهُ، فَنَزَا مِنْهُ

الْمَاءُ)؛ أي: انصبّ الماء من موضع السهم، وقال القرطبيّ؛ أي: خرج الماء

بسرعة إثر خروج السهم، وأصل النزو: الارتفاع والوثب. انتهى (?).

(فَقَالَ: يَا ابْنَ أَخِي) هذا أيضًا يردّ ما تقدّم عن ابن إسحاق أنه ابن عمّه،

قال في "الفتح": وَيحْتَمِل إن كان ضَبَطه أن يكون قال له ذلك؛ لكونه كان أسنّ

منه. (انْطَلِقْ إِلَى رَسُولِ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَأَقْرِئْهُ مِنِّي السَّلَامَ، وَقُلْ لَهُ: يَقُولُ لَكَ أَبُو

عَامِرٍ: اسْتَغْفِرْ لِي، قَالَ: وَاسْتَعْمَلَنِي أَبُو عَامِرِ عَلَى النَّاسِ، وَمَكَثَ يَسِيرًا، ثُمَّ إِنَّهُ

مَاتَ، فَلَمَّا رَجَعْتُ إِلَى النَّبِيِّ دَخَلْتُ عَلَيْهِ) وفي رواية ابن عائذ: "فلما رآني

رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، معي اللواء، قال: "يا أبا موسى قُتل أبو عامر؟ ". (وَهُوَ فِي

بَيْتٍ عَلَى سَرِيرٍ مُرْمَلٍ) براء مهملة، ثم ميم ثقيلة؛ أي: معمول بالرِّمَال، وهي

حِبَال الحصر التي تُضَفَّر بها الأسرّة.

وقال القرطبيّ - رَحِمَهُ اللهُ -: قوله: "فوجدته على حصير مُرْمل ... إلخ" صحيح

الرواية فيه: مُرْمَل بضم الميم الأولي، مُسكَّن الراء، مفتوح الميم الثانية، وهو من

أرملت الحصيرَ؛ أي: شققته ونسجته بشريط، أو غيره، قال الشاعر [من الكامل]:

إِذْ لَا يَزالُ عَلَى طَرِيقٍ لَاحِب ... وَكَأَنَّ صَفحَتَه حَصِيرٌ مُرْمَلُ

ويقال: رملت الحصير أيضًا - ثلاثيًّا -، ورمال الحصير: هو ما يؤثر منه

في جنب المضطجع عليه. انتهى (?).

(وَعَلَيْهِ فِرَاشٌ) قال ابن التين: أنكره الشيخ أبو الحسن، وقال: الصواب:

"ما عليه فراش"، فسقطت"ما". انتهى.

وتعقّبه الحافظ، فقال: وهو إنكار عجيب، فلا يلزم من كونه رَقَد على

غير فراش، كما في قصة عمر أن لا يكون على سريره دائمًا فراش. انتهى (?).

وقال القرطبيّ: قوله: "وعليه فراش" كذا صحَّت الرواية بإثبات الفراش،

وقال القابسيّ: الذي أعرف: وما عليه فراش.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015