نَحْنُ قُرَيْشٌ وَهُمُ شنُوَّةُ ... بِنَا قُرَيْشًا خُتِمَ النُّبُوَّةُ (?)
(وَقَالَ) - صلى الله عليه وسلم - (عِيسَى جَعْدٌ) مبتدأ وخبره، يعني: أن عيسى عليه السلام جَعْدٌ؛ أي: مكتنز الجسم، قال النوويّ رَحِمَهُ اللهُ: وقع في أكثر الروايات في صفته سَبِطُ الرأس، فقال العلماء: المراد بالجعد هنا جُعُودة الجسم، وهو اجتماعه واكتنازه، وليس المراد جعودة الشعر، وأما الجعد في صفة موسى عليه السلام، فسيأتي الكلام عليه في الحديث التالي - إن شاء الله تعالى -.
(مَرْبُوعٌ") قال أهل اللغة: هو الرجل بَيْن الرجلين في القامة، ليس بالطويل البائن، ولا بالقصير الحقير، وفيه لغات، ذكرهنّ صاحب "المحكم" وغيره، مَرْبُوع، ومُرْتَبِعٌ، ومُرْتَبَعٌ، - بفتح الباء وكسرها - ورَبْع، ورَبْعَة، ورَبَعَةٌ، الأخيرة بفتح الباء، والمرأة رَبْعَةٌ، ورَبَعَةٌ، نقله النوويّ رَحِمَهُ اللهُ (?).
وقال المجد رَحِمَهُ اللهُ: الرَّبْعُ: الرجل بين الطُّول والقِصَر، كالمَرْبُوع، والرَّبْعَة، ويُحَرَّكُ، والمِرْبَاع، والمُرْتَبع، مبنيًّا للفاعل وللمفعول، وهي رَبْعَةٌ أيضًا، جمعها رَبْعَاتٌ، ومحرَّكةً شاذٌّ؛ لأن فَعْلةً صفةً لا تُحَرَّك عينها في الجمع، وإنما تُحرَّك إذا كانت اسمًا، ولم تكن العين واوًا أو ياءً. انتهى (?).
(وَذَكَرَ) أي: النبيّ - صلى الله عليه وسلم - (مَالِكًا خَازِنَ جَهَنَّمَ) أعاذنا الله تعالى منها (وَذَكَرَ الدَّجَّالَ) سيأتي قريبًا وصف النبيّ - صلى الله عليه وسلم - بأنه رجل جَعْد قَطَط، أعور العين اليمنى، كأنها عِنَبةٌ طافية، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.
مسائل تتعلّق بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): حديث ابن عبّاس - رضي الله عنهما - هذا متّفقٌ عليه.
(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنّف) هنا في "الإيمان" [80/ 425 و 426] (165) و [80/ 427 و 428 و 429] (166)، و (البخاريّ) في "بدء الخلق" (3239)، و"أحاديث