وهو أيضًا يروي عن ابن عبّاس - رضي الله عنهما -، واسمه زياد، وقيل: كُلثوم، وقيل: أُذينة، وقيل: ابن أذينة، ثقةٌ من الطبقة الرابعة، مات في شوّال سنة (90) تفرّد به البخاريّ، والمصنّف، والنسائيّ، وله في هذا الكتاب حديثان فقط، أحدهما في الصلاة، والآخر في الحجّ، وسيأتي برقم (648) و (1240)، والله تعالى أعلم.
5 - (ابْنُ عَبَّاسٍ) هو: عبد الله، الحبر البحر - رضي الله عنه - توفّي (68) (ع) تقدم في "الإيمان" 6/ 124، والباقيان تقدّما في السند الماضي.
لطائف هذا الإسناد:
1 - (منها): أنه من سُداسيّات المصنّف رَحِمَهُ اللهُ.
2 - (ومنها): أن رجاله كلهم رجال الجماعة.
3 - (ومنها): أنه مسلسل بالبصريين، وشعبة وإن كان واسطيًّا إلا أنه قد انتقل إلى البصرة واستوطنها، وكذلك ابن عبّاس - رضي الله عنهما -.
4 - (ومنها): أن شيخيه من المشايخ التسعة الذين يروي عنهم أصحاب الأصول الستة بلا واسطة، وقد تقدّموا غير مرّة.
5 - (ومنها): أن فيه رواية تابعيّ عن تابعيّ: قتادة عن أبي العالية.
6 - (ومنها): أن ابن عبّاس - رضي الله عنهما - أحد العبادلة الأربعة، وأحد المكثرين السبعة، روى (1696) حديثًا، دعا له النبيّ - صلى الله عليه وسلم - بالفهم في القرآن، فكان يسمّى الحبر والبحر؛ لسعة علمه، والله تعالى أعلم.
شرح الحديث:
(عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْعَالِيَةِ) رُفَيع بنَ مِهْران (يَقُولُ: حَدَّثَنِي ابْنُ عَمِّ نَبِيِّكُمْ - صلى الله عليه وسلم -؛ يَعْنِي: ابْنَ عَبَّاسٍ) - رضي الله عنهما - (قَالَ: ذَكَرَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - حِينَ أسْرِيَ بِهِ) أي: وقت الإسراء به، فهو مفعول به لـ "ذَكَر"، وليس ظرفًا له؛ لأن ذكره لم يكن وقت الإسراء، وإنما المراد أنه ذكر يومًا ما حصل له وقت الإسراء به، فافهمه، والله تعالى أعلم. (فَقَالَ: "مُوسَى) بن عمران النبيّ المعروف عليه السلام، وهو مبتدأ خبره قوله: (آدَمُ) أفعل من الأدمة بالضمّ، وهي السُّمْرة.
قال ابن الأثير رَحِمَهُ اللهُ: "الأُدْمةُ": في الإبل: البياض مع سواد المُقلتين، بعير آدمُ بَيِّنُ الأدْمة، وناقةٌ أَدْماءُ، وهي في الناس: السُّمْرة الشديدة، وقيل: من