أشهر وأفصح، وبه جاء القرآن، وقد نَصَب الرجل، بفتح النون، وكسر الصاد:
إذا أعيا. انتهى (?).
وقال عيا ضفي "المشارق": قوله: "ببيت من قصب" قد ذكر ابن وهب
في روايته تفسيره في الحديث نفسه، قالت: "يا رسول الله ما بيت من قصب؟
قال: هو بيت من لؤلؤة مُجَبَّأَةٍ"، قال ابن وهب: أي: مجوّفة، ويروى: مجوَّبة
بمعناه، قالوا: القصب هو اللؤلؤ المجوّف الواسع؛ كالقصر المنيف، قال
الخليل: القصب ما كان من الجوهر مستطيلًا أجوف، ويؤيد تفسيرهم قوله في
الحديث الآخر: "قباب اللؤلؤ"، وفي الآخر: "قصر من درة مجوّفة".
انتهى (?).
وقال القرطبيّ رحمه الله: قوله: "من قصب. . . إلخ" قال الهرويّ وغيره:
القصب- هنا-: اللؤلؤ المجوَّف المستطيل، والبيت: هو القصر.
قال: وهذا نحو قوله - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الآخر: "إن في الجنة لخيمة من
لؤلؤة مجوَّفة عرضها ستون ميلًا"، متّفقٌ عليه، وفي لفظ آخر: "من درَّة بيضاء
طولها ستون ميلًا"، وسيأتي- إن شاء الله تعالى-.
والصخب: اختلاط الأصوات، ويقال: بالسين والصاد، والنصب:
التعب والمشقة. ويقال: نُصْبٌ، ونَصَبٌ؛ كحُزْن وحَزَن؛ أي: لا يصيبها ذلك؛
لأنَّ الجنة منزهة عن ذلك، كما قال تعالى: {لَا يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ (48)} [الحجر: 48]، وقيل: معناه: أن هذا البيت خالص لها، لا تُنازَع
فيه، فيُصخب عليها فيه، وذلك من فضل الله تعالى عليها، لا بنصبها في
العبادة، ولا اجتهادها في ذلك. انتهى (?).
وقوله: (قَالَ أَبُو بَكْرٍ)؛ يعني: ابن أبي شيبة، (فِي رِوَايَتِهِ: عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ، وَلَمْ يَقُلْ: سَمِعْتُ، وَلَمْ يَقُلْ فِي الْحَدِيثِ: وَمِنِّي) غرض المصنّف رحمه الله
بهذا بيان اختلاف شيوخه الثلاثة، فقد اتّفق أبو غريب، ومحمد بن عبد الله بن
نُمير، فقالا في روايتهما: "عن أبي زرعة، قال: سمعت أبا هريرة - رضي الله عنه - "،