أنها وقع لها نظير ما وقع لخديجة من السلام والجواب، وهي رواية شاذّةٌ،
والعلم عند الله تعالى. انتهى (?).
(وَبَشِّرْهَا بِبَيْتٍ فِي الْجَنَّةِ، مِنْ قَصَبٍ) - بفتح القاف، والصاد المهملة،
بعدها موحّدة- قال ابن التين: المراد به لؤلؤة مجوّفة واسعة؛ كالقصر المنيف،
وعند الطبرانيّ في "الأوسط" من طريق أخرى، عن ابن أبي أوفى: "يعني:
قصب اللؤلؤ"، وعنده في "الكبير" من حديث أبي هريرة: "بيت من لؤلؤة
مجوّفة"، وأصله في مسلم، وعنده في "الأوسط" من حديث فاطمة: "قالت:
قلت: يا رسول الله أين أمي خديجة؟ قال: في بيت من قصب، قلت: أمن هذا
القصب؟ قال: لا، من القصب المنظوم بالدر، واللؤلؤ، والياقوت".
وأما قوله: "ببيت"، فقال أبو بكر الإسكاف في "فوائد الأخبار": المراد
به بيت زائد على ما أَعدّ الله لها من ثواب عملها، ولهذا قال: "لا نصب فيه"؛
أي: لم تتعب بسببه.
(لَا صَخَبَ فِيهِ) الصَّخَب- بفتح الصاد المهملة، والخاء المعجمة، بعدها
موحّدة-: الصياح، والمنازعة برفع الصوت. (وَلَا نَصَبَ) - بفتح النون، والصاد
المهملة، بعدها موحَّدة-: التَّعَب، وأغرب الداوديّ، فقال: الصخب: العيب،
والنَّصَب: العِوَج، وهو تفسير لا تساعد عليه اللغة، قاله في "الفتح" (?).
وقال النوويّ رحمه الله: قوله: "ببيت من قصب" قال جمهور العلماء: المراد
به: قصب اللؤلؤ المجوّف؛ كالقصر المنيف، وقيل: قصب من ذهب منظوم
بالجوهر، قال أهل اللغة: القصب من الجوهر ما استطال منه في تجويف،
قالوا: ويقال لكل مجوَّف: قصب، وقد جاء في الحديث مفسَّرًا ببيت من لؤلؤة
محياة، وفسّروه بمجوّفة، قال الخطابيّ وغيره: المراد بالبيت هنا: القصر.
وأما الصخب: فبفتح الصاد، والخاء، وهو الصوت المختلط المرتفع.
والنصب: المشقة والتعب، ويقال فيه: نُصْبٌ، بضم النون، وإسكان
الصاد، وبفتحهما لغتان، حكاهما القاضي وغيره؛ كالْحُزْن والْحَزَن، والفتح