(2/ 115)، و (الطبرانيّ) في "الكبير" (8/ 23)، و (أبو يعلى) في "مسنده" (1/
399 و 455)، و (الحاكم) في "المستدرك" (3/ 203)، و (اللالكائيّ) في "اعتقاد
أهل السُّنَّة" (8/ 1424)، و (البيهقيّ) في "الكبرى" (6/ 367)، والله تعالى
أعلم.
(المسألة الثالثة): في فوائده:
1 - (منها): بيان فضل خديجة أم المؤمنين - رضي الله عنها -.
2 - (ومنها): بيان فضل مريم عليها السلام.
3 - (ومنها): ما قيل: يُستدلّ بهذا الحديث على أن خديجة أفضل من
عائشة - رضي الله عنها -، قال ابن التين: وَيحْتَمِل أن لا تكون عائشة دخلت في ذلك؛ لأنها
كان لها عند موت خديجة ثلاث سنين، فلعل المراد: النساء البوالغ، قال
الحافظ: كذا قال، وهو ضعيف، فإن المراد بلفظ النساء أعم من البوالغ، ومن
لم تَبْلُغ، وأعم ممن كانت موجودة، وممن ستوجد، وقد أخرج النسائيّ بإسناد
صحيح، وأخرجه الحاكم من حديث ابن عباس - رضي الله عنهما - مرفوعًا: "أفضل نساء أهل
الجنة: خديجة، وفاطمة، ومريم، وآسية"، وهذا نصّ صريح، لا يَحْتَمِل
التأويل.
4 - (ومنها): ما قاله في "الفتح": وقد يتمسك بحديث الباب من يقول:
إن مريم ليست بنبيّة؛ لتسويتها في حديث الباب بخديجة، وليست خديجة بنبيّة
بالاتفاق.
والجواب: أنه لا يلزم من التسوية في الخيرية التسوية في جميع
الصفات، وقد استدلّ من قال بنبوة مريم بقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ} [آل عمران: 42]، وليس بصريح في ذلك، وأيّده بذكرها مع الأنبياء في سورة
مريم، ولا يمنع وصفها بأنها صدّيقة، فقد وُصِف يوسف بذلك، وقد نُقل عن
الأشعريّ أن في النساء عدّة نبيات، وحصرهنّ ابن حزم في ستّ: حواء،
وسارة، وهاجر، وأم موسى، وآسية، ومريم، وأسقط القرطبيّ سارة، وهاجر،
ونقله في "التمهيد" عن أكثر الفقهاء، وقال القرطبيّ: الصحيح أن مريم نبيةٌ،
وقال عياض: الجمهور على خلافه، ونقل النوويّ في "الأذكار" أن الإمام نقل
الإجماع على أن مريم ليست نبية، وعن الحسن: ليس في النساء نبية، ولا في