(يَقُولُ: سَمِعْتُ عَلِيًّا)؛ أي: ابن أبي طالب - رضي الله عنه -، قال في "الفتح": اتفق

أصحاب هشام على ذكر عليّ فيه، وقصر به محمد بن إسحاق، فرواه عن

هشام، عن أبيه، عن عبد الله بن جعفر، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، أخرجه أحمد، وابن

حبان، والحاكم، لكن بلفظ مغاير لهذا اللفظ، فالظاهر أنهما حديثان.

انتهى (?).

(بِالْكُوفَةِ) بضمّ الكاف، وسكون الواو: مدينة مشهورة بالعراق، قيل:

سُمّيت كوفة؛ لاستدارة بنائها؛ لأنه يقال: تكوّف القوم: إذا اجتمعوا،

واستداروا، قاله الفيّوميّ رحمه الله (?).

وقال في "التاج": الكُوفَةُ بالضَّمِّ: الرمْلَةُ الحمْراءُ المُجْتَمِعةُ، وقِيلَ:

المُسْتَدِيرةُ، أَو كلُّ رَمْلَةٍ تُخالِطُها حصْباءُ، أَو الرَّمْلَة ما كانتْ، والكُوفَةُ: مَدِينَةُ

العِراقِ الكُبْرى، وهي قُبَّةُ الإِسلام، ودارُ هِجرَةِ المُسْلِمِينَ، قيل: مَصَّرَها

سعْدُ بنُ أَبي وقّاصٍ، وكانَ قبل ذلك مَنْزَلَ نُوحٍ عليه السلام، وبَنَى مَسْجِدَها

الأَعظَم، واختُلِفَ في سَبَب تَسْمِيَتِها، فقِيلَ: سُمِّيَتْ؛ لاسْتِدارتها، وقِيل:

بسبَب اجْتِماعِ الناسِ بها، وقِيلَ: لكَوْنِها كانتْ رَملَةً حمْراءَ، أَو لاخْتِلاطِ

تُرابِها بالحَصَى، ويقال لها أيضًا: كُوفانُ بالضم، ويُفتح، وقالَ اللِّحْيانِيُّ:

كُوفانُ: اسمٌ للكُوفَةِ، وبها كانَتْ تُدْعَى قبلُ، وقال الكِسائيُّ: كانَت الكُوفَةُ

تُدْعَى كُوفانَ، ويُقالُ لها أيضًا: كُوفَةُ الجُنْدِ؛ لأنّه اخْتُطَّتْ فيها خِطَطُ العرب

أَيّامَ عُثْمانَ - رضي الله عنه -، ويقال: أَيامَ عُمرَ - رضي الله عنه - خَطَّطَها- أَي: تَولَّى تَخْطِيطَها-

السائِبُ بنُ الأَقْرَع بنِ عوْفٍ الثَّقَفِيُّ - رضي الله عنه -، وهو الذي شَهد فتحُ نَهاوَنْدَ مع

النُّعمانِ بنِ مُقَرِّنٍ، وقد وليَ أَصبهانَ أيضًا، وبها ماتَ وعَقِبُه بها، أَو سُمِّيَتْ

بِكُوفانَ، وهو جُبَيْلٌ صَغِيز، فسَهَّلُوهُ، واخْتَطُّوا علَيْهِ، أَو مِنَ الكَيْفِ، وهو

القَطْعُ؛ لأَنَّ أَبْرَوِيزَ أَقْطَعَه لبَهْرامَ، أَو لأَنَّها قِطْعَةٌ من البلادِ، والأَصلُ كُيْفَة،

فلمّا سَكَنَت الياءُ، وانْضَمَّ ما قَبْلَها جُعِلَتْ واوًا، أَو هي من قوْلهم: هُمْ في

كُوفانٍ بالضّمِّ، وكَوَّفانٍ مُحَرَّكَةً مشَدَّدَةَ الواوِ؛ أَي: في عِزٍّ ومَنَعَةٍ، أَو لأَنَّ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015