رجال هذا الإسناد: ستّةٌ:
1 - (أَبُو مُعَاوَيةَ) محمد بن خازم الضرير الكوفيّ، تقدّم قريبًا.
2 - (عَاصِمٌ الأَحْوَلُ) ابن سليمان، أبو عبد الرحمن البصريّ، ثقةٌ [4] لم
يتكلم فيه إلا القطان، فكأنه بسبب دخوله في الولاية، مات بعد سنة أربعين
ومائة (ع) تقدم في "المقدمة" 5/ 27.
3 - (مُوَرِّقٌ الْعِجْلِيُّ) - بتشديد الراء- ابن مُشَمْرِج- بضم أوله، وفتح
المعجمة، وسكون الميم، وكسر الراء، بعدها جيم- أو ابنُ عبد الله، أبو المعتمر
البصريّ، ثقةٌ عابدٌ، من كبار [3] مات بعد المائة (ع) تقدم في "المقدمة" 6/ 82.
والباقون ذُكروا في الباب، والبابين الماضيين.
[تنبيه]: من لطائف هذا الإسناد:
أنه من سُداسيّات المصنّف رحمه الله، وفيه رواية تابعيّ عن تابعيّ.
شرح الحديث:
(عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرِ) بن أبي طالب - رضي الله عنهما - أنه (قَالَ: كانَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -
إِذَا قَدِمَ) بكسر الدال، (مِنْ سَفَرٍ تُلُقِّيَ) بالبناء للمفعول، (بِصِبْيَانِ أَهْلِ بَيْتِهِ)
بكسر الصاد، وضمّها (?): جمع صبيّ، وهو الصغير. (قَالَ) عبد الله بن جعفر.
قال القرطبيّ رحمه الله: إنما كانوا يتلقّونه بصبيان بيته؛ لِمَا يعلمونه من محبته لهم،
ومِن تعلّق قلبه بهم، ولفرط فرح الصغار برؤيته، ولتنالهم بوادر بركته. انتهى (?).
(وَإِنَّهُ) - صلى الله عليه وسلم - (قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ) لم يُسمَّ هذا السفر، (فَسُبِقَ بِي إِلَيْهِ) ببناء الفعل
للمفعول؛ أي: جاءوابني أوَّلًا (فَحَمَلَنِي)؛ أي: أركبني على دابته (بَيْنَ يَدَيْهِ)؛
أي: أمامه - صلى الله عليه وسلم -.
قال القرطبيّ رحمه الله: هذا يدلّ على أن عبد الله بن جعفر من أهل
البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس، وطهّرهم تطهيرًا، ويدل على محبة
النبيّ - صلى الله عليه وسلم - لعبد الله، وعلى شدة تهمُّمه به، وإكرامه له، وكان - صلى الله عليه وسلم - يخصُّ