3 - (ومنها): بيان ما كان عليه الصحابة -رضي الله عنهم- من توقير النبيّ -صلى الله عليه وسلم-،
والمشي معه.
4 - (ومنها): ما كان عليه النبيّ -صلى الله عليه وسلم- من التواضع؛ حيث كان يدخل
السوق ويجلس بفناء الدار.
5 - (ومنها): بيان شفقته -صلى الله عليه وسلم-، ورحمته بالصغير، والمزاح معه، ومعانقته،
وتقبيله.
6 - (ومنها): أن فيه ملاطفةَ الصبيان، ورحمتهم، ومماسّتهم، وأن
رطوبات وجهه ونحوها طاهرة، حتى تتحقق نجاستها، ولم يُنقل عن السلف
التحفظ منها، ولا يخلُوَن منها غالبًا (?).
7 - (ومنها): المحافظة على النظافة، وعلى تحسين الصغار، وتزيينهم،
وخصوصًا عند لقاء من يُعظَّم، وُيحترم.
8 - (ومنها): ما قاله القرطبيّ رحمه الله: فيه ما يدل على تواضع النبيّ -صلى الله عليه وسلم-،
ورحمته بالصغار، وإكرامه، ومحبَّته للحَسن، ولا خلاف -فيما أحسب- في
جواز عناق الصِّغار كما فعل النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، وإنَّما اختُلف في عِناق الكبير في
حالة السلام، وكرهه مالك، وأجازه سفيان بن عيينة، وغيره، واحتج سفيان
على مالك في ذلك بعناق النبيّ -صلى الله عليه وسلم- جعفرًا لَمّا قَدِم عليه، فقال مالك: ذلك
مخصوصٌ بجعفر، فقال سفيان: ما يخص جعفرًا يعمُّنا، فسكت مالك،
ويدلّ سكوت مالك على أنه ظهر له ما قاله سفيان من جواز ذلك، قال
القاضي عياض: وهو الحقّ، حتى يدلّ دليل على تخصيص جعفر بذلك.
انتهى.
وقال النوويّ رحمه اللهُ: واختَلف العلماء في معانقة الرجل للرجل القادم من
سفر، فكرهها مالك، وقال: هي بدعةٌ، واستحبها سفيان وغيره، وهو الصحيح
الذي عليه الأكثرون، والمحققون، وتناظر مالك وسفيان في المسألة، فاحتج
سفيان بأن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- فعل ذلك بجعفر حين قَدِم، فقال مالك: هو خاصّ به،
فقال سفيان: ما يخصه يعمّنا، فسكت مالك، قال القاضي عياض: وسكوت