يتأخّر مجيؤه، وقوله: (يَسْعَى) جملة حاليّة، وفي رواية البخاريّ: "فجاء يشتدّ"،
(حَتَّى اعْتَنَقَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا)؛ أي: من النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، والحسن، (صَاحِبَهُ)، وفي رواية
البخاريّ: "حتى عانقه، وقبّله"، وفي رواية ورقاء، عن عبيد الله بن أبي يزيد بلفظ:
"فقال النبيّ -صلى الله عليه وسلم- بيده هكذا -أي: مدّها- فقال الحسن بيده هكذا، فالتزمه" (?).
(فَقَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "اللَّهُمَّ إِنِّي أُحِبُّهُ) بضمّ همزة المتكلّم، (فَأَحِبَّهُ) بفتح الهمزة،
بلفظ الدعاء، وبالإدغام، وفي رواية الكشميهنيّ: "أحببه" بفك الإدغام (?).
(وَأَحْبِبْ) بفكّ الإدغام، (مَنْ يُحِبُّهُ") "من" اسم موصول في محلّ نصب على أنه
مفعول "أحبب"، زاد في رواية ابن ماجه: "وضمّه إلى صدره"، والله تعالى أعلم.
مسائل تتعلّق بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- هذا متّفقٌ عليه.
(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنّف) هنا [8/ 6236 و 6237] (2421)، و (البخاريّ) في
"البيوع" (2122) و"اللباس" (5884) وفي "الأدب المفرد" (1152)،
و(النسائيّ) في "الكبرى" (5/ 49) وفي "الفضائل" (61)، و (ابن ماجه) في
"المقدّمة" (142)، و (الحميديّ) في "مسنده" (1043)، و (أحمد) في "مسنده"
(2/ 249 و 331) وفي "الفضائل" (1349)، و (ابن حبّان) في "صحيحه"
(6963)، و (أبو يعلى) في "مسنده" (11/ 279)، و (اللالكائيّ) في "اعتقاد أهل
السُّنَّة" (8/ 1422)، و (البيهقيّ) في "الكبرى" (10/ 233)، و (البغويّ) في
"شرح السُّنَّة" (3933)، والله تعالى أعلم.
(المسألة الثالثة): في فوائده (?):
1 - (منها): بيان فضل الحسن بن عليّ -رضي الله عنهما-.
2 - (ومنها): بيان فضل من يُحبّ الحسن -رضي الله عنه-، حيث دعا له النبيّ -صلى الله عليه وسلم-
بأن يُحبّه الله عز وجل.