تسألوني عن شيء، إلا أخبرتكم به، ما دمت في مقامي هذا"، قال أنس: فأكثر

الناس البكاء، وأكثر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يقول: "سلوني"، فقال أنس: فقام إليه

رجل، فقال: أين مدخلي يا رسول الله؟ ، قال: "النار"، فقام عبد الله بن

حذافة، فقال: من أبي يا رسول الله؟ قال: "أبوك حذافة"، قال: ثم أكثر أن

يقول: "سلوني، سلوني"، فبرك عمر على ركبتيه، فقال: رضينا بالله ربّاً،

وبالإسلام ديناً، وبمحمد - صلى الله عليه وسلم - رسولاً، قال: فسكت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين قال

عمر ذلك، ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أَولى، والذي نفسي بيده، لقد عُرضت

علي الجنة والنار آنفاً في عُرض هذا الحائط، وأنا أصلي، فلم أر كاليوم في

الخير والشرّ". انتهى (?).

وقال في رواية شعيب عن الزهري دون الزيادة:

(515) - حدّثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب، عن الزهريّ، قال:

أخبرني أنس بن مالك، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج حين زاغت الشمس، فصلى

الظهر، فقام على المنبر، فذكر الساعة، فذكر أن فيها أموراً عظاماً، ثم قال:

"من أحب أن يسأل عن شيء، فليسأل، فلا تسألوني عن شيء إلا أخبرتكم،

ما دُمت في مقامي هذا"، فأكثر الناس في البكاء، وأكثر أن يقول: "سَلُوني"،

فقام عبد الله بن حُذافة السهميّ، فقال: من أبي؟ قال: "أبوك حذافة"، ثم أكثر

أن يقول: "سلوني"، فبرك عمر على ركبتيه، فقال: رضينا بالله ربّاً، وبالإسلام

ديناً، وبمحمد نبيّاً، فسكت، ثم قال: "عُرِضت عليّ الجنة والنار آنفاً في عُرض

هذا الحائط، فلم أر كالخير والشر". انتهى (?).

(غَيْرَ أَنَّ شُعَيْباً قَالَ: عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ)،

وقوله: (قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ ... إلخ)؛ أي: قال عبيد الله بن

عبد الله بن عتبة: حديث رجل ... إلخ، ولم يسمّ الرجل، وهذا بيان صريح

أن عبيد الله لم يرو هذه الزيادة إلا بواسطة رجل مجهول بينه وبين أم عبد الله

حذافة، فتكون هذه الزيادة ضعيفة، كما أسلفت بيان ذلك في الحديث

الماضي، والله تعالى أعلم ..

طور بواسطة نورين ميديا © 2015