[تنبيه]: قال بعضهم: من الحِكَم، والفوائد التي اشتَمَل عليها رؤية

المصطفى - صلى الله عليه وسلم - الجنة والنار الأُنس بأهوال القيامة؛ ليتفرغ فيه لشفاعة أمته - صلى الله عليه وسلم -،

ويقول: أمتي، أمتي، حيث يقول غيره من عظيم الهول: نفسي، نفسي.

انتهى (?).

(فَلَمْ أَرَ كَالْيَوْم فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ")؛ أي: لم أر خيراً أكثر مما رأيته اليوم

في الجنة، ولا شرّاً أكثر مما رأيته اليوم في النار.

(قَالَ ابْنُ شِهَابٍ) الزهريّ بالسند السابق، وليس معلّقا، (أَخْبَرَنِي

عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ) بن مسعود الْهُذلي، أبو عبد الله المدنيّ الفقيه

المشهور، تُوفّي سنة (94) على الصحيح، وتقدّم في "المقدمة" 3/ 14. (قَالَ)

عبيد الله (قَالَتْ أُمُّ عَبْدِ اللهِ بْنِ حُذَافَةَ) لم تُسَمّ أمه، ثم إن عبيد الله لم يروه

عنها، ولا عن ابنها عبد الله، وانما رواه بواسطة رجل مجهول، كما بيَّنه في

الرواية التالية، فتكون هذه الزيادة ضعيفة؛ لجهالة من حدّث عبيد الله بها.

[فإن قلت]: كيف أخرجها مسلم مع ضعفها؟ .

[قلت]: مراد مسلم أصل الحديث، دون الزيادة، وهو صحيح، فلا تضرّه

الزيادة، والله تعالى أعلم.

(لِعَبْدِ اللهِ بْنِ حُذَافَةَ: مَا) نافية، (سَمِعْتُ بِابْنٍ قَطُّ)؛ أي: في الزمان

الماضي، وتقدّم البحث فيها مستوفًى. (أَعَقَّ)؛ أي: أكثر عُقوقاً لأمه، يقال:

عقّ الولد أباه عُقُوقاً، من باب قَعَدَ: إذا عصاه، وترك الإحسان إليه، فهو

عاقّ، والجمع: عَقَقَةٌ بفتحات (?). (مِنْكَ، أَأَمِنْتَ) بهمزتين، أُولاهما للاستفهام

الإنكاريّ، والفعل بكسر الميم، من باب فَهِمَ، قال المجد -رَحِمَهُ اللهُ-: الأَمْنُ،

والآمِنُ كصاحِب: ضِدُّ الخَوْفِ، أمِنَ كفَرِحَ أمْناً، وأماناً، بفَتْحِهِما، وأمَناً،

وأمَنَةً، محرَّكتينِ, وإمْناً، بالكسر، فهو أمِن، وأمِين، كَفَرِع، وأميرٍ. انتهى (?).

(أنْ تَكُونَ أُمُّكَ) "أن" مصدريّة، والمؤؤل مفعول "أمنتَ"؛ لأن أَمِن يتعدّى

بنفسه وبحرف الجرّ، فيقال: أَمِنته، وإمنته، وأمنت منه (?). (قَدْ قَارَفَتْ)؛ أي:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015