(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنّف) هنا [3/ 5933 و 5934] (1392)، وتقدّم في "الحجِّ"
بهذا الرقم، و (البخاريّ) في "الزكاة" (1481) و"الجزية" (3161) و"فضائل
المدينة" (1872) و"مناقب الأنصار" (3791) و"المغازي" (4422)، و (أبو
داود) في "الخراج " (3 - 79)، و (ابن أبي شيبة) في "مصنّفه" (14/ 539 -
540)، و (أحمد) في "مسنده" (5/ 424 - 425)، و (ابن خزيمة) في "صحيحه"
(2314)، و (ابن حبّان) في "صحيحه" (6501)، و (البيهقيّ) في "الكبرى" (4/
122)، و"دلائل النبوّة" (5/ 238)، والله تعالى أعلم.
(المسألة الثالثة): في فوائده:
1 - (منها): أن فيه أشياءَ من أعلام النبوة؛ كالإخبار عن الريح، وما ذُكر
في تلك القصّة.
2 - (ومنها): بيان مشروعيّة تدريب الأتباع، وتعليمهم، وأَخْذ الحذر مما
يُتَوَقَّع الخوف منه.
3 - (ومنها): بيان فضل المدينة، والأنصار.
4 - (ومنها): مشروعية المفاضلة بين الفضلاء بالإجمال، والتعيين، قال
القرطبيّ - رَحِمَهُ اللهُ -: هذا الحديث يدلُّ على جواز تفضيل بعض المعيَّنين على بعض
من غير الأنبياء، وإن سَمِع ذلك المفضول، وقد تقدَّم القول في تفضيل
الأنبياء (?).
5 - (ومنها): مشروعية قبول الهديّة، والمكافأة عليها.
6 - (ومنها): أنه يدلّ على جواز المدح إذا قُصِد به الإخبار بالحقّ،
ودعت إلى ذلك حاجة، وأُمنت الفتنة على الممدوح.
7 - (ومنها): جواز المنافسة في الخير، والدِّين، والثواب، كما قال
سعد: "يا رسول الله خَيَّرت دور الأنصار، فجعلتنا آخرًا"، طلب أن يُلحقهم
بالطبقة الأولي، فأجابه - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بأن قال: "أوَ ليس حسبكم أن تكونوا من
الخيار؟ "، وإنما يعني بذلك؛ أن تفضيلهم إنما هو بحسب سَبْقهم إلى الإسلام،