وبالسند المتّصل إلى المؤلّف - رَحِمَهُ اللهُ - أوّل الكتاب قال:
[5891] (2263) - (حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ الْمَكِّيُّ، حَدَّثَنَا
عَبْدُ الوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ، عَنْ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "إِذَا اقْتَرَبَ الزَّمَانُ لَمْ تَكَدْ رُؤْيَا الْمُسْلِمِ تَكْذِبُ،
وَأَصْدَقُكُمْ رُؤْيَا أَصْدَقُكُمْ حَدِيثًا، وَرُؤَيَا الْمُسْلِمِ جُزْءٌ مِنْ خَمْسٍ (?) وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا
مِنَ النُّبُوَّةِ، وَالرُّؤْيَا ثَلَاثَةٌ: فَرُؤَيَا الصَّالِحَةِ بُشْرَى مِنَ اللهِ، وَرُؤَيَا تَحْزِينٌ مِنَ
الشَّيْطَانِ، وَرُؤْيَا مِمَّا يُحَدِّثُ الْمَرْءُ نَفْسَهُ، فَإِنْ رَأَى أَحَدُكُمْ مَا يَكْرَهُ فَلْيَقُمْ،
فَلْيُصَلِّ، وَلَا يُحَدِّثْ بِهَا النَّاسَ"، قَالَ: "وَأُحِبُّ الْقَيْدَ، وَأَكْرَهُ الْغُلَّ، وَالْقَيْدُ ثَبَاتٌ
فِي الدِّينِ"، فَلَا أَدْرِي هُوَ فِي الْحَدِيثِ، أَمْ قَالَهُ ابْنُ سِيرِينَ؟ ).
رجال هذا الإسناد: خمسة:
1 - (أَيُّوبُ السَّخْتِيَانِيُّ) - بفتح السين المهملة، بعدها خاء معجمة، ثم
مثناة، ثم تحتانية، وبعد الألف نون - هو: أيوب بن أبي تَمِيمة كيسان، أبو بكر
البصريّ، ثقةٌ ثبت، حجة، من كبار الفقهاء العباد [5] (ت 131)، وله خمس
وستون سنةً (ع) تقدّم في "شرح المقدّمة" ج 1 ص 355.
2 - (مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ) الأنصاريّ، أبو بكر بن أبي عمرة البصريّ، ثقةٌ
ثبت عابدٌ، كبير القدر، كان لا يرى الرواية بالمعنى [3] (ت 110) (ع) تقدّم في
"شرح المقدّمة" ج 1 ص 358.
والباقون ذُكروا في الباب.
[تنبيه]: من لطائف هذا الإسناد:
أنه من خماسيّات المصنّف - رَحِمَهُ اللهُ -، وأنه مسلسلٌ بالبصريين غير الصحابيّ،
فمدنيّ، وشيخه، فمكيّ، وفيه رواية تابعيّ عن تابعيّ، وفيه أبو هريرة - رضي الله عنه -
رأس المكثرين السبعة.