إليه، بل يجب الإنكار عليه، فإنْ لم يُمكن ذلك؛ فمن خاف من لسانه تعيَّن
عليه أن يداريه ما استطاع، ويدافعه بما أمكن، ولا يحلّ أن يعطي شيئًا ابتداء؛
لأنَّ ذلك عون على المعصية، فإن لم يجد من ذلك بدًّا أعطاه بنيّة وقاية
العِرض، فما وَقَى به المرءُ عِرضه كُتب له به صدقة. انتهى (?).
(لأَنْ يَمْتَلِئَ جَوْتُ رَجُلٍ قَيْحًا، خَيْز لَهُ مِنْ أَنْ يَمْتَلِئَ شِعْرًا") تقدّم شرح
هذه الجملة في الحديث الماضي، ولله الحمد والمنّة.
مسألتان تتعلّقان بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): حديث أبي سعيد الخدريّ -رضي الله عنه- هذا من أفراد
المصنّف رحمه الله.
(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنّف) هنا [1/ 5881] (2259)، و (أحمد) في "مسنده" (3/
8 و 41)، و (الطبريّ) في "تهذيب الآثار" (2/ 621)، و (البيهقيّ) في "الكبرى"
(10/ 244)، والله تعالى أعلم.
{إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ}
(2) - (بَابُ تَحْرِيمِ اللَّعِبِ بِالنَّرْدَشِيرِ)
وبالسند المتّصل إلى المؤلّف رحمه الله أوّل الكتاب قال:
[5882] (2260) - (حَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ
مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ سُلَيمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَن
النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "مَنْ لَعِبَ بِالنَّرْدَشِيرِ، فَكَأَنَّمَا صَبَغَ يَدَهُ فِي لَحْمِ خِنْزِيرٍ، وَدَمِهِ").
رجال هذا الإسناد: ستة:
1 - (عَلْقَمَةُ بْنُ مَرْثَدٍ) الْحَضْرميّ، أبو الحارث الكوفيّ، ثقةٌ [6] (ع)
تقدم في "الطهارة" 25/ 648.