سأله عما قاله من الشعر في الإسلام: قد أبدلني الله بالشعر "سورة البقرة"، ثم

سكن الكوفة، ومات بها في خلافة عثمان، وعاش مائة وخمسين سنة، وقيل:

أكثر، وهو القائل [من الكامل]:

وَلَقَدْ سَئِمْتُ مِنَ الْحَيَاةِ وَطُولِهَا ... وَسُؤَالِ هَذَا النَّاسِ كَيْفَ لَبِيدُ؟

قال الحافظ: وهذا يَعْكُر على من قال: إنه لم يقل شعرًا منذ أسلم، إلا

أن يريد القِطَعَ المطولة، لا البيت، والبيتين، والله أعلم. انتهى (?).

وقال في "الإصابة": لبيد بن ربيعة بن عامر بن مالك بن جعفر بن

كلاب بن ربيعة بن صعصعة الكلابيّ الجعفريّ، أبو عقيل الشاعر المشهور، قال

المرزبانيّ في "معجمه": كان فارسًا شجاعًا شاعرًا سخيًّا، قال الشعر في

الجاهلية دهرًا، ثم أسلم، ولمّا كتب عمر -رضي الله عنه- الى عامله بالكوفة: سَلْ لبيدًا،

والأغلب العجليّ ما أحدثا من الشعر في الإسلام، فقال لبيد: أبدلني الله

بالشعر "سورة البقرة"، و"آل عمران"، فزاد عمر في عطائه، قال: ويقال: إنه ما

قال في الإسلام إلا بيتًا واحدًا:

مَا عَاتَبَ الْمَرْءُ اللَّبِيبُ كَنَفْسِهِ ... وَالْمَرْءُ يُصْلِحُهُ الْجَلِيسُ الصَّالِحُ

ويقال: بل قوله:

الْحَمْدُ لِلّهِ إِذْ لَمْ يَأتِنِي أَجَلِي ... حَتَّى لَبِسْتُ مِنَ الإِسْلَامِ سِرْبَالَا

ولمّا أسلم رجع إلى بلاد قومه، ثم نزل الكوفة، حتى مات في سنة

إحدى وأربعين لَمّا دخل معاوية الكوفة، إذ صالح الحسن بن عليّ، ونحوه قال

العسكريّ، ودخل بنوه البادية، قال: وكان عمره مائة وخمسًا وأربعين سنةً،

منها خمس وخمسون في الإسلام، وتسعون في الجاهلية.

قال الحافظ: المدة التي ذكرها في الإسلام وَهَمٌ، والصواب ثلاثون،

وزيادة سنة أو سنتين، إلا أن يكون ذلك مبنيًّا على أن سنة وفاته كانت سنة

نيّف وستين، وهو أحد الأقوال، وقال أبو عمر: البيت الذي أوّله:

الْحَمْدُ لِلّهِ إِذْ لَمْ يَأْتِنِي أَجَلِي

ليس للبيد، بل هو لقردة بن نُفاثة، وهو القائل القصيدة المشهورة التي أولها:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015