الخدريّ أعوده، فسمعت تحريكًا تحت سريره، فنظرت، فإذا حية، فأردت أن

أقتلها ... "، وذكر الحديث نحو حديث مالك، إلا أنه قد غَلِطَ في قوله فيه:

"مولى أبي السائب"، ولم يُقِم إسناده، وقال فيه: عن رجل، وإنما هو صيفيّ،

عن أبي السائب، ورواه يحيى القطان، عن ابن عجلان، عن صيفيّ، عن ابن

السائب، عن أبي سعيد الخدرقي مختصرًا. ثم أخرجه من رواية الليث عن

محمد بن عجلان.

قال أبو عمر: رواية الليث لهذا الحديث عن ابن عجلان، كرواية مالك

في إسناده ومعناه، ولا يضر اختلافهما في ولاء أبي سعيد صيفيّ؛ إذ قال

مالك: مولى ابن أفلح، وقال فيه الليث: عن ابن عجلان، عن صيفيّ مولى

الأنصار، وكذلك هو مولى الأنصار، إلا أنه لم يُحفظ لمن ولاؤه من الأنصار،

وقد جوّده مالك في قوله: مولى ابن أفلح، وكذلك من قال فيه: مولى أفلح؛

لأن أفلح مولى أبي أيوب الأنصاريّ.

وأما قول ابن عيينة: عن ابن عجلان، عن صيفيّ مولى أبي السائب، فلم

يصنع شيئًا، ولم يُقِم الإسناد؛ إذ جعله مولى أبي السائب عن رجل، وإنما هو

مولى ابن أفلح، عن أبي السائب، كذلك قال مالك: عن صيفيّ، عن أبي

السائب، وكذلك قال الليث، ويحيى القطان، عن ابن عجلان، عن صيفيّ،

عن أبي السائب.

ومن قال في هذا الحديث: عن ابن عجلان، عن سعيد بن أبي سعيد،

عن صيفيّ، فقد أفرط في التصحيف والخطأ، كذلك رواه عليّ بن حرب، عن

ابن عيينة، عن ابن عجلان، وهذا لا خفاء به عند أهل العلم بالحديث، وإنما

هو عن أبي سعيد صيفيّ، ولا معنى لِذِكر سعيد بن أبي سعيد هنا.

ومن رواه أيضًا عن صيفيّ، عن أبي سعيد الخدريّ، فليس بشيء، وقد

قَطَعه؛ لأن صيفيًّا لم يسمعه من أبي سعيد، وإنما يرويه عن أبي السائب. انتهى

كلام ابن عبد البرّ رحمهُ اللهُ (?)، وهو بحثٌ نفيس ممتعٌ جدًّا، والله تعالى أعلم.

(المسألة الثانية): في تخريجه:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015