وهو ابن مسعود -رضي الله عنه-؛ لأن السند كوفيّ، وقد أشار السيوطيّ رحمهُ اللهُ في "ألفيّة
الحديث" إلى هذا حيث قال:
وَحَيْثُمَا أُطْلِقَ عَبْدُ اللهِ فِي ... طَيْبَةَ فَابْنُ عُمَرٍ وإِنْ يَفِي
بِمَكَّةٍ فَابْنُ الزُّبَيْرِ أَوْ جَرَى ... بِكُوفَةٍ فَهْوَ ابْنَ مَسْعُودٍ يُرَى
وَالْبَصْرَةِ الْبَحْرُ وَعِنْدَ مِصْرِ ... وَالشَّامِ مَهْمَا أُطْلِقَ ابْنُ عَمْرِ
شرح الحديث:
(عَنْ إِبْرَاهِيمَ) بن يزيد النخعيّ (عَنِ الأَسْوَدِ) بن يزيد النخعيّ، وهو خالُ
إبراهيم، (عَنْ عَبْدِ اللهِ) بن مسعود -رضي الله عنه- أنه (قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- فِي غَارٍ)
وهو غار منى بمكة، كما بيّنته الرواية التالية، ووقع عند الإسماعيليّ من طريق
ابن نمير، عن حفص بن غياث، أن ذلك كان ليلة عرفة.
وفي رواية البخاريّ: "قال: بينما نحن مع النبيّ -صلى الله عليه وسلم- في غار بمنى، إذ
نزل عليه {وَالْمُرْسَلَاتِ} " (?).
(وَقَدْ أُنْزِلَتْ) بالبناء للمجهول، (عَلَيْهِ) -صلى الله عليه وسلم-، وقوله: ({وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا (?)})
نائب الفاعل محكيّ، المراد السورة بكاملها، (فَنَحْنُ نَأْخُذُهَا مِنْ فِيهِ)؛ أي: فم
النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، (رَطْبَةً)؛ أي: لم يجفّ ريقه بها.
وقال في "العمدة": قوله: "رطبة"؛ أي: غَضّةً طَرِيّةً في أول ما تلاها،
ووصفت التلاوة بالرطوبة؛ لسهولتها، ويَحْتَمِل أن يكون المراد من الرطوبة
رطوبة فمه؛ يعني: أنهم أخذوها عنه قبل أن يجفّ ريقه من تلاوتها، كذا قاله
الشراح، وقال العينيّ رحمهُ اللهُ: هذا كناية عن سرعة أَخْذهم على الفور حين
سمعوه، وهو يقرأ من غير تأخير، ولا تَوَانٍ. انتهى (?).