العجم أنواعًا من الحيَّات يَهْلِك الرائي لها بنفس رؤيتها، ومنها من يُهلك
المرور على طريقها، وذَكَر غير ذلك. ولا يلتفت إلى قول من قال: إن ذلك
بالترويع؛ لأنَّ ذلك الترويعَ ليس خاصًّا بهذين النوعين، بل يعمُّ جميع الحيَّات،
فتذهب خصوصيَّة هذا النوع بهذا الاعتناء العظيم، والتحذير الشديد، ثمَّ: إن
صحَّ هذا في طرح الحبل، فلا يصحُّ في ذهاب البصر، فإنَّ الروع لا يذهبه (?).
(قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَنُرَى) بضمّ النون؛ أي: نظنّ (ذَلِكَ) خَطْفهما البصر،
واستسقاطهما الحبل (مِنْ سُمَّيْهِمَا)؛ أي؛ من أجل كونهما ذوي سُم (وَاللهُ
أَعْلَمُ، قَالَ سَالِمٌ: قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ) -رضي الله عنهما- (فَلَبِثْتُ) بكسر الموحّدة، من
باب فَهِمَ؛ أي: مكثتُ (لَا أَتْرُكُ حَيَّةً أَرَاهَا إِلا قَتَلْتُهَا)؛ أي: امتثالًا لأمر
النبيّ -صلى الله عليه وسلم- بقتلها. (فَبَيْنَا) تقدّم الكلام عليها، وعلى "بينما" قريبًا، فلا تنس.
(أنَا أُطَارِدُ حَيَّةً يَوْمًا)؛ أي: أجري وراءها لأقتلها، أو أخدعها لأصيدها،
وأصل المطاردة -كما قاله الفيّوميّ- هو الإجراء للسباق (?)، وقال
المجد -رحمه الله-: مطاردة الأقران: حَمْل بعضهم على بعض، وهم فُرْسان
الطِّرَاد. انتهى (?).
وقال المرتضى -رحمه الله-: ومن المجاز: مُطارَدةُ الأَقرانِ، والفُرْسانِ،
وطِرادُهم: حَمْلُ بَعْضِهم على بَعْضٍ في الحَرْب، وغيرِهَا؛ أي: ولو لم يكن
هناك طَرْدٌ، كما قِيلَ للمحارَبةِ: جِلادٌ، ومُجالدةٌ، وإن لم يكن ثَمَّ مُسايَفَةٌ.
ويقال: هم فُرْسَانُ الطِّرادِ، وطَاردَ قِرْنَهُ، وتَطارَدَا، واسْتَطْرَدَ له؛ أي: لِلقِرْنِ
لِيَحْمِلَ عليه، ثم يَكُرَّ عَلَيْه، وذلك أَنَّه يَتَحَيَّزُ في استطرادِهِ إلى فِئَتِهِ، وهو يَنْتَهِزُ
الفُرْصَةَ لمُطارَدَتِه. وقد استَطْرَدَ له كَأنَّه نَوْع من المَكِيدة. وفي الحديث: "كنتُ
أُطارِدُ حَيَّةً"؛ أَي: أَخْدَعُها لأَصِيدَهَا، ومنه طِرَادُ الصَّيْدِ. انتهى (?).
(مِنْ ذَوَاتِ الْبُيُوتِ)؛ أي: من الحيّات اللاتي تسكن البيوت، (مَرَّ بِي
زيدُ بْنُ الْخَطَّاب) عمه، (أَوْ أَبُو لُبَابَةَ، وَأنَا أُطَارِدُهَا، فَقَالَ: مَهْلًا)؛ أي: لا
تعجل في أمرك، قال "القاموس"، و"شرحه": المَهْلُ با لفتح، وُيحرَّكُ، والمُهْلَةُ