زيد (إِنَّهُ)؛ أي: النبيّ -صلى الله عليه وسلم- (قَدْ نَهَى عَنْ ذَوَاتِ الْبُيُوتِ)؛ أي: بعد أمره بقتلها،

وفي رواية البخاريّ: "إنه نهى بعد ذلك عن ذوات البيوت"، وهي العوامر، ففيه

أن قتلها منسوخ.

قال في "الفتح": قوله: (عن ذوات البيوت)؛ أي: اللاتي يوجدن في

البيوت، وظاهره التعميم في جميع البيوت، وعن مالك تخصيصه ببيوت أهل

المدينة، وقيل: يختص ببيوت المدُن دون غيرها، وعلى كلّ قول فتُقْتَلُ في

البراري، والصحاري، من غير إنذار.

وروى الترمذيّ عن ابن المبارك أنها الحية التي تكون كأنها فضّة، ولا

تلتوي في مشيتها.

وقوله: "وهي العوامر" هو كلام الزهريّ أُدرج في الخبر، وقد بيَّنه معمر

في روايته عن الزهريّ، فساق الحديث، وقال في آخره: قال الزهريّ: وهي

العوامر، قال أهل اللغة: عُمّار البيوت سُكّانها من الجنّ، وتسميتهنّ عوامر

لطول لُبْثهن في البيوت، مأخوذ من العُمُر، وهو طول البقاء.

ويأتي لمسلم من حديث أبي سعيد -رضي الله عنه- مرفوعًا: "إن لهذه البيوت

عوامرَ، فإذا رأيتم منها شيئًا، فحَرِّجوا عليه ثلاثًا، فإن ذهب، وإلا فاقتلوه".

واختُلِف في المراد بالثلاث، فقيل: ثلاث مرات، وقيل: ثلاثة أيام،

ومعنى قوله: "حَرِّجُوا عليهنّ": أن يقال لهنّ: أنتن في ضِيق، وحَرَج، إن لبثتنّ

عندنا، أو ظهرتنّ لنا، أو عُدتنّ إلينا. انتهى (?).

مسائل تتعلّق بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): حديث ابن عمر -رضي الله عنهما- هذا متّفقٌ عليه.

(المسألة الثانية): في تخريجه:

أخرجه (المصنّف) هنا [1/ 5811 و 5812 و 5813] (2233)،

و(البخاريّ) في "بدء الخلق" (3297 و 3298 و 3299)، و (أبو داود) في

"الأدب" (5252)، و (ابن ماجه) في "الطبّ" (3535)، و (عبد الرزّاق) في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015