ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ (ح) وَحَدَّثَنِي سَلَمَةُ بْنُ شَبِيب، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ

أَعْيَنَ، حَدَّثَنَا مَعْقِلٌ -يَعْنِي: ابْنَ عُبَيْدِ اللهِ- كُلُّهُمْ عَنِ الزُّهْرِيِّ، بِهَذَا الإِسْنَادِ،

غَيْرَ أَنَّ يُونُسَ قَالَ: عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاس، أَخْبَرَنِي رِجَال مِنْ أَصحَابِ

رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- مِنَ الأنصَارِ، وَفي حَدِيثِ الأوْزَاعِيِّ: "وَلَكِنْ يَقْرِفُونَ فِيهِ،

وًيزِيدُونَ"، وفي حَدِيثِ يُونُسَ: "وَلَكِنَّهُمْ يَرْقَوْنَ فِيهِ، ويزِيدُونَ"، وَزَادَ فِي حَدِيثِ

يُونُسَ: وَقَالَ اللهُ: {حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ}،

وَفي حَدِيثِ مَعْقِلٍ كَمَا قَالَ الأَوْزَاعِيُّ: "وَلَكِنَّهُمْ يَقْرِفُونَ فِيهِ، وًيزِيدُونَ").

رجال هذه الأسانيد: أحد عشر:

1 - (الْوَليدُ بْنُ مُسْلِم) القرشيّ مولاهم، أبو العبّاس الدمشقيّ، ثقةٌ، لكنه

كثير التدليس والتسوية [8] (ت 4 أو 195) (ع) تقدم في "الإيمان" 10/ 148.

والباقون ذُكروا في الباب، وقبله.

وقوله: (كُلُّهُمْ عَنِ الزُّهْرِيِّ، بِهَذَا الإسْنَادِ)؛ يعني: أن الثلاثة: الأوزاعيّ،

ويونس، ومعقل بن عبيد الله رووا عن الزهريّ، عن عليّ بن حسين، عن ابن

عبّاس، عن رجل من أصحاب النبيّ -صلى الله عليه وسلم-.

وقوله: ({حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ} [سبأ: 23])، قال

القرطبيّ: قرأه ابن عامر، ويعقوب: (فَزَّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ) مبنيًا للفاعل، ويكون

فيه ضمير يعود على الله تعالى؛ أي: أزال عن قلوبهم الفزع، وهذا على

نحو قولهم: مرَّضتُ المريض؛ إذا عالجته، فأزلتُ مرضه. وقرأه الجماعة:

{فُزِّعَ} بضم الفاء؛ مبنيًا للمفعول الذي لم يُسَمَّ فاعله؛ أي: أُزيلَ عن

قلوبهم الفزع، وهو الذعر، على كلتا القراءتين. قال كعب: إذا تكلَّم الله بلا

كيف ضربت الملائكة بأجنحتها، وخرَّت فزعًا، ثم قالوا فيما بينهم: {مَاذَا

قَالَ رَبُّكُمْ}.

وقوله: ({قَالُوا الْحَقَّ} بالنصب على أنه نَعْت لمصدر محذوف؛ أي:

قال: القول الحق، وهو مفعول مطلق، لا مفعول به؛ لأنَّ القول لا يتعدَّى إلا

إلى الجُمَل، في أكثر قول النحويين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015