وقال النوويّ -رحمه الله-: قوله -صلى الله عليه وسلم- في رواية صالح، عن ابن شهاب: "ولكنهم

يقرفون فيه، ويزيدون" هذه اللفظة ضبطوها من رواية صالح على وجهين:

أحدهما: بالراء، والثاني: بالذال، ووقع في رواية الأوزاعيّ، وابن معقل

بالراء باتفاق النسخ، ومعناه: يَخلطون فيه الكذب، وهو بمعنى يَقذفون، وفي

رواية يونس: "يُرَقُّون" قال القاضي عياض: ضبطناه عن شيوخنا بضم الياء،

وفتح الراء، وتشديد القاف، قال: ورواه بعضهم بفتح الياء، وإسكان الراء،

قال في "المشارق": قال بعضهم: صوابه بفتح الياء، وإسكان الراء، وفتح

القاف، قال: وكذا ذكره الخطابيّ، قال: ومعناه معنى يزيدون، يقال: رَقِيَ

فلان إلى الباطل، بكسر القاف؛ أي: رفعه، وأصله من الصعود؛ أي: يَدّعُون

فيها فوق ما سمعوا، قال القاضي: وقد تصحّ الرواية الأُولى على تضعيف هذا

الفعل، وتكثيره، والله أعلم. انتهى (?).

[تنبيه]: أخرج البخاريّ -رحمه الله- في "صحيحه" ما يبيّن كيفيّة استراقهم

السمع، فقال:

(4800) - حدّثنا الحميديّ، حدّثنا سفيان، حدّثنا عمرو، قال: سمعت

عكرمة يقول: سمعت أبا هريرة يقول: إن نبيّ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إذا قضى الله

الأمر في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها خُضْعَانًا لقوله، كأنه سلسلة على

صفوان، فإذا فُزِّع عن قلوبهم قالوا: ماذا قال ربكم؟ قالوا للذي قال: الحقّ،

وهو العلي الكبير، فيسمعها مسترق السمع، ومسترق السمع، هكذا، بعضه فوق

بعض، ووصف سفيان بكفّه، فحرّفها، وبَدَّد بين أصابعه، فيسمع الكلمة،

فيلقيها إلى من تحته، ثم يلقيها الآخر إلى من تحته، حتى يُلقيها على لسان

الساحر، أو الكاهن، فربما أدرك الشهاب قبل أن يُلقيها، وربما ألقاها قبل أن

يدركه، فيكذب معها مائة كذبة، فيقال: أليمس قد قال لنا يوم كذا وكذا كذا

وكذا؟ فيُصَدَّق بتلك الكلمة التي سَمِع من السماء". انتهى (?)، والله تعالى

أعلم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015