وبالسند المتّصل إلى المؤلف رحمه الله أوّل الكتاب قال:

[5796] (2226) - (وَحَدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَب، حَدَّثَنَا مَالِكٌ،

عَنْ أَبِي حَازِمٍ، مَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "إِنْ كَانَ فَفِي

الْمَرْأَةِ، وَالْفَرَسِ، وَالْمَسْكَنِ"؛ يَعْني: الشُّؤْمَ).

رجال هذا الإسناد: أربعة:

1 - (أَبُو حَازِمٍ) سلمة بن دينار التمّار الأعرج المدنيّ القاصّ، ثقةٌ عابدٌ

[5] (ت 140) أو قبلها، أو بعدها (ع) تقدم في "الإيمان" 50/ 313.

2 - (سَهْلُ بْنُ سَعْدِ) بن مالك بن خالد الأنصاريّ الْخَزْرجيّ الساعديّ،

أبو العبّاس الصحابيّ ابن الصحابيّ -رضي الله عنهما-، مات سنة (88)، أو بعدها، وقد

جاوز المائة (ع) تقدم في "الإيمان" 50/ 313.

والباقيان ذُكرا في الباب.

[تنبيه]: من لطائف هذا الإسناد:

أنه من رباعيّات المصنّف رحمه الله، وهو (447) من رباعيّات المصنّف رحمه الله،

وهو مسلسل بالمدنيين، وفيه سهل بن سعد، صحابيّ ابن صحابيّ -رضي الله عنهما-، وهو

آخر من مات بالمدينة من الصحابة -رضي الله عنهم- على بعض الأقوال.

شرح الحديث:

(عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ) الساعديّ -رضي الله عنهما-، أنه (قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "إِنْ

كَانَ) هكذا هو في جميع النُّسخ عند الشيخين، وكذا في "الموطأ"، واسم

"كان" مقدرٌ، كما بيّنه في آخره بـ "يعني"، تقديره: إن كان الشؤم في شيء

حاصلًا (فـ) يكون (فِي الْمَرْأَةِ، وَالْفَرَسِ، وَالْمَسْكَنِ")، وقوله: (يَعْنِي: الشُّؤْمَ)

تفسير لاسم "كان" المقدّم، ولم يتبيّن المفسّر، فقوله: "إن كان ففي المرأة" إلى

آخره إخبار أنه ليس فيهنّ، فإذا لم يكن في هذه الثلاثة، فلا يكون في شيء،

والشؤم، والطيرة واحد، والطيرة شركٌ؛ لِمَا روى أبو داود من حديث زِرّ بن

حُبيش، عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "الطيرة شرك،

الطيرة شركٌ ثلاثًا، وما منّا إلّا، ولكن الله يذهبه بالتوكل"، وأخرجه الترمذيّ،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015