[تنبيه]: من لطائف هذا الإسناد:

أنه من خماسيّات المصنّف - رَحِمَهُ اللهُ -، وأن شيخه أحد التسعة الذين روى

عنهم الجماعة بلا واسطة، وقد تقدّموا غير مرّة، وفيه رواية تابعيّ عن تابعيّ،

والابن عن أبيه، عن خالته، وفيه عروة أحد الفقهاء السبعة، وفيه عائشة أعلم

نساء الأمة، ومن المكثرين السبعة - رضي الله عنهم -.

شرح الحديث:

(عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ) عروة بن الزبير، قال في "الفتح": قوله: "عن أبيه"

وقع في رواية يحيى القطان عن هشام: حدّثني أبي، وسيأتي في رواية ابن

عيينة، عن ابن جريجٍ: "حدَّثني آل عروة"، ووقع في رواية الحميديّ، عن

سفيان، عن ابن جريجٍ: "حدَّثني بعض آل عروة، عن عروة"، وظاهره أن غير

هشام أيضًا حدِّث به عن عروة، وقد رواه غير عروة عن عائشة، كما سأبيّنه،

وجاء أيضًا من حدَّيث ابن عباس، وزيد بن أرقم، وغيرهما. انتهى (?).

(عَنْ عَائِشَةَ) - رضي الله عنهما - أنَّها (قَالَتْ: سَحَرَ) تقدَّم أنه من باب منع،

(رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَهُوديٌّ) مرفوع على الفاعليّة، و"رسولَ" مفعول مقدَّم عليه؛ أي:

رجل منسوب إلى يهود القبيلة المعروفة، يقال: هو يهودُ غير منصرف؛ للعَلَميّة

وزن الفعل، ويجوز دخول الألف واللام، فيقال: اليهود، وعلى هذا فلا يمتنع

التنوين؛ لأنه نُقل عن وزن الفعل إلى باب الأسماء، قاله الفيّوميّ (?). (مِنْ يَهُودِ

بَنِي زُريقٍ) بزاي قبل الراء، مصغرًا، قال في "القاموس"، و"شرحه": وبَنُو

زُرَيْقٍ: خلقٌ من الأنصارِ، والنِّسْبَةُ إليهم زُرَقِيٌّ، كجُهَنِييٍّ، وهم: بَنُو زُريق بنِ

عامِرِ بنِ زُريق بنِ عَبْد حارِثَةَ بن مالكٍ بن غَضْبِ الخَزْرَجِيِّ، إليه يَرْجعُ كلّ

زُرَقِيٍّ، ما خلا زُريقَ ثَعْلَبَةِ طَيِّئٍ، وأَخُوه بَياضةُ بن عامِرِ بن زُريقٍ، وقد يُقال

لهم: زُرَقِيُّونَ أيضًا، وهم بالبياضيِّينَ أَقْعَدُ في العَزْوَةِ، قالهُ الشَّرِيفُ الجَوَّانِيُّ في

المُقَدّمةِ الفاضِلِيّة. انتهى (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015