أعرفهم (?). (دَخَلُوا عَلَى أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ) الْخَثعميّة الصحابيّة، تزوّجها
جعفر بن أبي طالب، ثم أبو بكر، ثم عليّ، وولدت لهم، وهي أخت ميمونة
بنت الحارث أم المؤمنين لأمها، ماتت - رضي الله عنهما - بعد عليّ - رضي الله عنه -، تقدّمت ترجمتها
في "كتاب الحج" في حديث جابر - رضي الله عنه - الطويل في صفة حجة النبيّ - صلى الله عليه وسلم -.
(فَدَخَلَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ) عبد الله بن عثمان - رضي الله عنهما - المتوفّى في جمادى الأولى
سنة (13) تقدّمت ترجمته في "الإيمان" 8/ 133. (وَهِيَ تَحْتَهُ يَوْمَئِذٍ)؛ يعني:
أنها كانت زوجته في ذلك الوقت، تزوّجها بعد أن استُشهد زوجها جعفر بن
أبي طالب - رضي الله عنه - في غزوة مُؤْتة.
وفي رواية الطبرانيّ في "الأوسط": عن عبد الله بن عمرو: "أن أبا بكر
تزوج أسماء بنت عُميس بعد جعفر بن أبي طالب، فأقبل داخلاً على أسماء،
فإذا نفر جلوسٌ في بيته، فرجع إلى نبي الله - صلى الله عليه وسلم -، وأخبره، فقال: يا أبا بكر،
وما ذاك؟ قال: إني ما رأيت بأساً" (?).
(فَرَآهُمْ)؛ أي: فرأى أبو بكر - رضي الله عنه - النفر الداخلين على أسماء، (فَكَرِهَ
ذَلِكَ)؛ أي: دخولهم عليها، (فَذَكَرَ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، وَقَالَ) أبو بكر (لَمْ أَرَ
إِلَّا خَيْراً)؛ يعني: أنه لم يظهر منهم ما يوجب الريبة، وإنما كره خوفاً أن
يحدث ذلك. (فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ اللهَ قَدْ بَرَّأَهَا)؛ أي: أسماء - رضي الله عنها - (مِنْ
ذَلِكَ")؛ أي: من أن يحصل منها محذور شرعيّ، وهذه منقبة عظيمة لها حيث
أخبر - صلى الله عليه وسلم - بأن الله تعالى برّأها من ذلك. (ثُمَّ قَامَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى الْمِنْبَرِ)
محذّراً أمته أن تسلك مسلك الريب والفساد، وقطعاً للذرائع, (فقال: "لا)
ناهية, كما سبق قريباً, (يَدْخُلَنَّ رَجُلٌ بَعْدَ يَوْمِي هَذَا عَلَى مُغِيبَةٍ) - بضمّ الميم،
وكسر الغين المعجمة، ثم تحتانية ساكنة، ثم موحدة -: هي التي غاب عنها
زوجها، يقال: أغابت المرأة: إذا غاب زوجها، قال النوويّ: والمراد غاب
زوجها عن منزلها، سواء غاب عن البلد، بأن سافر، أو غاب عن المنزل، وإن
كان في البلد، هكذا ذكره القاضي، وغيره، وهذا ظاهر متعيَّن، قال القاضي:
ودليله هذا الحديثُ، وأن القصة التي قيل الحديث بسببها، وأبو بكر - رضي الله عنه -