الحديث: "وهو سعيد أفيح"؛ أي: أرض متسعةٌ، والأفيح بالفاء: المكان
الواسع، قاله النوويّ (?).
وقال في "الفتح": قوله: "المناصع" با لنون، وكسر الصاد المهملة، بعدها
عين مهملة: جمع مَنْصَع، بوزن مَقْعَد، وهي أماكن معروفة، من ناحية البقيع،
قال الداوديّ: سُمِّيت بذلك لأن الإنسان يَنْصَع فيها؛ أي: يخلص، والظاهر أن
التفسير مقول عائشة، والأفيح بالحاء المهملة: المتسع. انتهى.
وقال في "العمدة": قوله إلى المناصع جمع مَنْصَع: مَفْعَل، من النصوع،
وهو الخلوص، والناصع: الخالص من كل شيء، يقال: نَصَع يَنْصَع نَصَاعة،
ونُصُوعاً: ويقال: أبيض ناصعٌ، وأصفر ناصعٌ، قال الأصمعي: كل ثور (?)
خالص البياض، أو الصفرة، أو الحمرة فهو ناصع، وفي "العباب": المناصع:
المجالس فيما يقال، وقال أبو سعيد: المناصع المواضع التي يُتَخَلَّى فيها لبول
أو لغائط، الواحد مَنْصَع، بفتح الصاد، وقال الأزهريّ: أُراها مواضعَ خارجَ
المدينة، وقال ابن الجوزيّ: هي المواضع التي يُتخلَّى فيها للحاجة، وكان
صعيداً أفيح خارج المدينة، يقال له: المناصع. انتهى (?).
(وَهُوَ)؛ أي: المناصع، (صَعِيدٌ أَفْيَحُ) الصعيد: وجه الأرض، وقد فسَّره
في الحديث بقوله: "وهو صعيد أفيح"، والأفيح بالفاء، وبالحاء المهملة:
الواسع، وقال الصغانيّ: بحر أفيح: بَيِّن الفيح؛ أي: واسعٌ، وبحر فيّاح أيضًا
بالتشديد، وقال الأصمعيّ: إنه لجواد فيّاح، وفيّاضٌ بمعنى واحد، وكأنه سُمِّي
بالمناصع؛ لخلوصه عن الأبنية, والأماكن, أفاده في "العمدة" (?).
وقوله أيضًا: (وَهُوَ صَعِيدٌ أَفْيَحُ) تفسير لقوله: "إلى المناصع"، والظاهر
أنه من تفسير عائشة - رضي الله عنها -، كما قال الحافظ، وقال العينيّ: ويَحْتَمِل أن يكون
من عروة، أو ممن دونه من الرواة. انتهى. وما قاله الحافظ هو الأقرب، والله
تعالى أعلم.