إِنْصابًا. انتهى (?).
قال الجامع عفا الله عنه: قد تبيّن بما سبق من "القاموس"، و"شرحه " أن
"يُنصب " هنا يجوز ضمّ أوله من الإنصاب رباعيًّا، ويجوز فتحه، من النَّصْب
ثلاثيًّا، من باب ضرب، وكلاهما معناه: أتعبه، والمعنى: أيّ شيء يُتعبك منه؟
أي: لا ينال منه مكروه؛ لأنه لا يخرج في حياتك، بل إنما يخرج في آخر
الزمان، فلا تَخَفْ شرّه، والله تعالى أعلم.
وقال القرطبيّ رحمه الله: قوله: "وما يُصيبك منه؟ إنه لن يضرَّك"؛ أي: ما
يصيبك منه من النَّصَب والمشقَّة، وهكذا رواية الكافة، وعند الهوزنيّ: "ما
يُنضيك": بالضاد المعجمة، والياء باثنتين من تحتها، وكأنه من جهة قولهم:
جمل نِضْوٌ؛ أي: هَزِيل، وأنضاه السَّير؛ أي: أهزله، والأول أصح رواية
ومعنى. انتهى (?).
وقال في "الفتح": قوله: "وما ينصبك منه" بنون، وصاد مهملة، ثم
موحّدة، من النَّصَب، بمعنى التعب، وفي الرواية الآتية لمسلم في "الفتن" من
طريق هشيم، عن إسماعيل: "وما سؤالك عنه؟ "؛ أي: وما سبب سؤالك عنه؟
وقال أبو نعيم في "المستخرج": معنى قوله: "ما ينصبك؟ "؛ أي: ما الذي
يَغُمّك منه، من الغمّ حتى يهولك أمره؟ قال الحافظ: وهو تفسير باللازم، وإلا
فالنصب: التعب وزنه ومعناه، ويُطلق على المرض؛ لأن فيه تعبًا، قال ابن
دريد: يقال: نصبه المرض، وأنصبه، وهو تَغَيّر الحال، من تعب، أو وجع.
انتهى (?).
(إِنَّهُ)؛ أي: الدجّال (لَنْ يَضُرَّكَ")، وفي الرواية في "الفتن" من طريق
إبراهيم بن حميد، عن إسماعيل: "إنه لا يضرّك"، وفي رواية البخاريّ: "وأنه
قال لي: ما يضرّك منه؟ ".
قال القرطبيّ رحمه الله: قوله: "إنه لن يضرّك" يَحْتَمِل أن يريد: لأنك لا تدرك
زمان خروجه، ويَحْتَمِل أن يكون إخبارًا منه بأنه يُعْصَم من فتنته، ولو أدرك