في الإسلام " ما نصّه: "ففرِحوا به فرِحًا شديدًا؛ لأنهم قيل لهم: إن اليهود قد

سحرتكم، فلا يولد لكم". انتهى (?).

قال في "الفتح": وهذا يدلّ على أن ولادة عبد الله بن الزبير كانت بعد

استقرارهم بالمدينة، وما وقع في أول الحديث أنها ولدته بقباء، ثم أتت به

النبيّ -صلى الله عليه وسلم- لم يُرَد أنها أحضرته له بقباء، وإنما حملته من قباء إلى المدينة.

وقد أخرج ابن سعد في "الطبقات" من رواية أبي الأسود محمد بن

عبد الرحمن قال: "لَمّا قَدِم المهاجرون المدينة أقاموا لا يولد لهم، فقالوا:

سحرتنا يهود حتى كرت في ذلك القالة، فكان أول مولود بعد الهجرة عبد الله بن

الزبير، فكَبَّر المسلمون تكبيرةً واحدةً، حتى ارتَخت المدينة تكبيرًا". انتهى (?).

وقال القرطبيّ رحمه الله: وقوله: "وكان أوَّل مولود وُلد في الإسلام"؛ يعني:

من المهاجرين بالمدينة، وذلك أن أمه أسماء ابنة أبي بكر -رضي الله عنهما- هاجرت من مكة

إلى المدينة، وهي حامل به، فولدته في سنة ثنتين من الهجرة لعشرين شهرًا من

التاريخ، وقيل: في السنة الأولى من الهجرة، هكذا حكاه أبو عمر.

قال الجامع عفا الله عنه: القول الثاني هو الصواب، كما سبق تحقيقه عن

الحافظ، فتفطّن، والله تعالى وليّ التوفيق.

قال: ورُوي عن ابن أبي مليكة، عن عبد الله بن الزبير قال: سُمّيت باسم

جدّي أبي بكر وكنيت بكنيته، قال أبو عمر: كان شهمًا، ذَكَرًا (?)، شريفًا، ذا

أَنَفَة، وكانت له لَسَانة، وفصاحة، وكان أطلسَ لا لحية له، ولا شعر في

وجهه، وحكى أبو عمر عن مالك أنه قال: كان ابن الزبير أفضل من مروان،

وأَولى بالأمر من مروان وابنه. انتهى (?).

والحديث متّفقٌ عليه، وقد مضى تمام البحث فيه، ولله الحمد والمنّة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015