وأما حديث: "إذا سميتم فعَبِّدوا"، رواه الطبرانيّ، فقال الهيثميّ: فيه أبو
أمية بن يعلي، وهو ضعيف جدًّا. انتهى (?)، وقال الشيخ الألبانيّ: ضعيف
جدًّا، وقال السخاويّ: وأما ما يُذكر على الالسنة: خير الأسماء ما حُمِّد، أو
عُبِّد فباطل (?)، والله تعالى أعلم.
وقال المناويّ: تفضيل التسمية بهذين محمول على من أراد التسمي
بالعبودية، فتقديره: أحب أسمائكم إلى الله إذا تسمّيتم بالعبودية: عبد الله
وعبد الرَّحمن؛ لأنهم كانوا يسمُّون عبد شمس، وعبد الدار، ولا ينافي أن
اسم أحمد ومحمد أحب إلى الله من جميع الأسماء، فإنه لَمْ يختر لنبيّه - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
إلَّا ما هو الأحب إليه، هذا هو الصواب، ولا يجوز حَمْله على الإطلاق.
انتهى (?).
قال الجامع عفا الله عنه: في كلام المناويّ هذا نَظَر لا يخفي، فالنصّ
الصحيح الصريح جَعَلَ هذين الاسمين أحبّ إلى الله مطلقًا، فتفضيل التسمية
بهما بالنسبة للأمة هو الظاهر، ولا ينافي هذا كون أحمد ومحمد أحبّ إلى الله
بالنسبة إليه - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فتأمله بالإمعان، والله تعالى المستعان.
مسألتان تتعلّقان بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): حديث ابن عمر - رضي الله عنهما - هذا من أفراد المصنّف - رَحِمَهُ اللهُ -.
(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنّف) هنا [1/ 5575] (2132)، و (أبو داود) في "الأدب"
(4949)، و (الترمذيّ) في "الأدب" (2833)، و (ابن ماجة) في "الآداب"
(3773)، و (ابن أبي شيبة) في "مصنّفه" (5/ 263)، و (أحمد) في "مسنده"
(2/ 24 و 128)، و (الدارميّ) في "سننه" (2/ 294)، و (الحاكم) في
"المستدرك" (4/ 304 و 305)، و (البيهقيّ) في "الكبرى" (9/ 306)، والله
تعالى أعلم.