في الأصل أن يتكلم بشيء، ويريد به غيره، وقد كَنَيت بكذا وكذا، وكنوت به،

والكُنية بالضم، والكِنية أيضًا بالكسر، واحدة الكُنَي، وهو اسم مُصَدَّرٌ بأب،

أو أمّ، واكتنى فلان بكذا، وكَنّيته تكنيةً.

(واعلم): أن الاسم العَلَمَ إما أن يكون مُشعِرًا بمدح، أو ذمّ، وهو

اللقب، وإما أن لا يكون كذلك، فإما أن يُصَدَّر بنحو الأب، أو الأم، وهو

الكنية، أو لا، وهو الاسم، فاسم النبيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - محمد، وكنيته أبو القاسم، ولقبه

رسول الله، أو نبيّ الله، أفاده في "العمدة" (?).

وقال في "الفتح": الكنية بضم الكاف، وسكون النون، مأخوذة من

الكناية، تقول: كنيت عن الأمر بكذا: إذا ذكرته بغير ما يُستدلّ به عليه

صريحًا، وقد اشتَهَرت الكنى للعرب، حتى ربما غلبت على الأسماء؛ كأبي

طالب، وأبي لهب، وغيرهما، وقد يكون للواحد كنية واحدة، فأكثر، وقد

يشتهر باسمه، وكنيته جميعًا، فالاسم، والكنية، واللقب، يجمعها الْعَلَمُ

- بفتحتين - وتتغاير بأن اللقب ما أشعر بمدح، أو ذمّ، والكنية ما صُدِّرت

باب، أو أمّ، وما عدا ذلك فهو اسم.

وكان النبيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُكْنَى أبا القاسم بولده القاسم، وكان أكبر أولاده،

واختُلِف هل مات قبل البعثة، أو بعدها؟ وقد وُلد له إبراهيم في المدينة، من

مارية، وفي حديث أنس - رضي الله عنه - أن جبريل - عَلَيْهِ السَّلَامْ - قال للنبيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "السلام عليك يا

أبا إبراهيم". انتهى (?)، والله تعالى أعلم.

مسائل تتعلّق بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه - هذا متّفقٌ عليه.

(المسألة الثانية): في تخريجه:

أخرجه (المصنّف) هنا [1/ 5574] (2131)، و (البخاريّ) في "البيوع"

(2120 و 2121) و"المناقب" (3537)، وفي "الأدب المفرد" (837 و 845)،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015