(قَوْمٌ مَعَهُمْ سِيَاطٌ) بكسر السين المهملة: جمع سوط، قال الفيّوفي - رَحِمَهُ اللهُ -:
السوط معروفٌ، والجمع أسواطٌ، وسِيَاطٌ، مثلُ ثوب وأثواب، وثِياب، وضربه
سوطًا؛ أي: ضربه بسوط، وقوله تعالى: {سَوْطَ عَذَابٍ} [الفجر: 13]؛ أي: ألمَ
سوط عذاب، والمراد: الشدّة؛ لِمَا عُلِم أن الضرب بالسوط أعظم أَلَمًا من
غيره. انتهى (?).
وقال في "القاموس"، و"شرحه": السَّوْطُ: المِقْرَعَةُ، قالَ ابن دُريدٍ:
لأنَّها تَسُوطُ؛ أَي: تَخْلِطُ اللَّحْمَ بالدَّم، إِذا سيطَ بها إنْسانٌ، أو دابَّة،
وقالَ الجَوْهَرِيّ: السَّوْطُ: مَا يُضْرَبُ به، جمعه: سِياطٌ بالكَسْرِ، وأَصْلُه:
سِواطٌ، بالواو، قُلِبَت ياءً؛ لكَسْرِ مَا قَبْلَها، قالَ المُتَنَخِّل يَصِفُ مَوْرِدًا
[من الوافر]:
كأَنَّ مَزاحِفَ الحَيَّاتِ فيهِ ... قُبَيْلَ الصُّبْحِ آثارُ السِّياطِ
وُيجْمَعْ أَيْضًا عَلَى أَسْواط عَلَى الأَصْل، قالَ ابن الأثير: أَسْياطٌ شاذٌّ،
كما يُقَالُ في جمع ريحٍ: أَرْياحٌ شاذًّا، والقِياسُ: أَسْواطٌ، وأَرْواحٌ، وهو
المُطَّرِدُ المُسْتَعْمَلُ. انتهى (?).
(كَأَذْنَابِ الْبَقَرِ، يَضْرِبُونَ بِهَا النَّاسَ، وَنِسَاءٌ) مبتدأ سوّغه الوصف بقوله:
كاسيات ... إلخ، قال ابن عبد البرّ - رَحِمَهُ اللهُ -: أراد: اللواتي يلبسن من الثياب
الشيء الخفيف الذي يَصِفُ، ولا يَسْتُرهنّ. (كَاسِيَاتٌ) بالاسم، (عَارَياتٌ)
في الحقيقة، قال القرطبيّ - رَحِمَهُ اللهُ -: قيل في هذا قولان:
أحدهما: أنهن كاسيات بلباس الأثواب الرِّقاق الرفيعة التي لا تَستُر منهنّ
حجم عورة، أو تُبدي من محاسنها، مع وجود الأثواب الساترة عليها ما لا
يحل لها أن تبديه، كما تفعل البغايا المشتهرات بالفسق.
وثانيهما: أنهنَّ كاسيات من الثياب، عاريات من لباس التقوى؛ الذي
قال الله تعالى فيه: {وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ} [الأعراف: 26].