الراوي عنه، (عَنْ عَبْدِ اللهِ) بن مسعود - رضي الله عنه - أنه (قَالَ: لَعَنَ اللهُ)؛ أي: أبعدهم،
وطردهم عن رحمته، قال ابن الأثير -رَحِمَهُ اللهُ-: أصل اللعن: الطرد، والإبعاد
من الله، ومن الخَلْق: السبّ، والدعاء. انتهى (?)، وفي "المصباح": لعنه لَعْناً،
من باب نفع: طرده، وأبعده، أو سبّه، فهو لعينٌ، وملعون. انتهى (?). وفي
"اللسان": اللعنُ: الإبعاد، والطرد من الخير، وقيل: الطرد، والإبعاد من الله،
ومن الخلق السبّ، والدعاء، واللعنةُ الاسم. انتهى (?).
(الْوَاشِمَاتِ) جمع واشمة، بالشين المعجمة، هي التي تفعل الوشم
-بفتح، فسكون-: وهو غرز الإبرة، أو نحوها في العضو حتى يسيل الدم، ثم
يُحشى بنُورة، أو غيرها، حتى يخضرّ. (وَالْمُسْتَوْشِمَاتِ) - بضم الميم، وفتح
المثنّاة الفوقية، بينهما واو ساكنة - والظاهر أنه مشتقّ من الايتشام، افتعالٌ من
الوشم، وأصله ايتشم، ياتشم، ايتشاماً، فهو مُوتَشِم، ويقال أيضاً: اتّشم يتّشم
اتّشامأ، فهو متّشم، بإبدال الواو تاء، وإدغامها في تاء الافتعال، ونظيره:
ايتصل ياتصل ايتصالا، فهو موتصل، واتصل يتّصل اتِّصالاً، فهو متّصلٌ، قال
ابن مالك في "خلاصته":
ذُو اللِّينِ فَاتَا فِي افْتِعَالي أُبْدِلَا ... وَشَذَّ فِي ذِي الْهَمْزِ نَحْوُ ائْتَكَلَا
و"المستوشماتُ": هي التي تطلب أن يُفعَل بها ذلك.
(وَالنَّامِصَاتِ)؛ أي: التي تزيل الشعر من الوجه، قال المجد -رَحِمَهُ اللهُ-:
النَّمْصُ نَتْف الشعر، والنامصة: هي مزيِّنة النساء بالنَّمْص، والمتنمِّصة: هي
المتزيِّنة به. انتهى (?).
وقال أبن الأثير -رَحِمَهُ اللهُ-: النَّامِصة: التي تَنْتِف الشَّعَر من وجْهِها.
والمُتَنَمِّصة: التي تأمُر مَن يَفْعل بها ذلك، وبعضُهم يَرْويه: "المُنْتَمِصَة" بتقديم
النون على التاء، ومنه قيل للمِنْقاش: مِنْماص. انتهى (?).
وقال النوويّ -رَحِمَهُ اللهُ-: وأما النامصة -بالصاد المهملة- فهي التي تزيل