وقولها: (وَزَوْجُهَا يَسْتَحْسِنُهَا) قال النوويّ -رَحِمَهُ اللهُ-: هكذا وقع في جماعة من
النُّسخ، بإسكان الحاء، وبعدها سين مكسورة، ثم نون، من الاستحسان؛ أي:
يستحسنها، فلا يصبر عنها، ويطلب تعجيلها إليه، ووقع في كثير منها: "يستحثنيها"،
بكسر الحاء، وبعدها ثاء مثلثة، ثم نون، ثم ياء مثناة تحتُ، من الْحَثّ، وهو سرعة
الشيء، وفي بعضها: "يستحثُّها" بعد الحاءثاء مثلثة فقط، والله أعلم. انتهى (?).
والحديث متّفقٌ عليه، وقد مضى تمام البحث فيه، ولله الحمد والمنّة.
وبالسند المتّصل إلى المؤلّف -رَحِمَهُ اللهُ- أوّل الكتاب قال:
[5556] (2123) - (حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، وَابْنُ بَشَّارٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا
أبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ (ح) وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ -وَاللَّفْظُ لَهُ- حَدَّثَنَا
يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ
مُسْلِم، يُحَدِّثُ عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ جَارِيةً مِنَ الأَنْصَارِ تَزَوَّجَتْ،
وَأَنَّهَا مَرِضَتْ، فَتَمَرَّطَ شَعْرُهَا، فَأَرَادُوا أَنْ يَصِلُوهُ، فَسَأَلُوا رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ
ذَلِكَ، فَلَعَنَ الْوَاصِلَةَ، وَالْمُسْتَوْصِلَةَ).
رجال هذين الإسنادين: عشرة:
1 - (أَبُو دَاوُدَ) سليمان بن داود الطيالسي البصري، ثقةٌ حافظ [9] تقدّم
في "المقدمة" 6/ 73.
2 - (يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ) اسم أبيه نَسْر الكرمانيّ، كوفيّ الأصل، نزل
بغداد، ثقةٌ [9] (ت 8 أو 209) (ع) تقدم في "الإيمان" 90/ 471.
3 - (عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ) بن عبد الله بن طارق الْجَمَليّ المراديّ، أبو عبد الله
الكوفيّ الأعمى، ثقةٌ عابد، رُمي بالإرجاء [5] (118) أو قبلها (ع) تقدم في
"الإيمان" 85/ 452.
4 - (الْحَسَنُ بْنُ مُسْلِم) بن يَنّاق المكيّ، ثقةٌ [5] مات بعد المائة بقليل
(خ م د س ق) تقدم في "العَيدين" 1/ 2044.
والباقون تقدّموا قريباً.
وقولها: (أَنَّ جَارِيَةً مِنَ الأَنْصَارِ) لم يُعرف اسمها.