المهملة، وفتح الواو، ثم راء منوّنة، وهو بعيد، قاله في "الفتح" (?).
وقال في "العمدة": قوله: "مُصَوِّرًا"؛ أي: شخصًا مصوِّرًا، وهو اسم
فاعل من التصوير، وانتصابه على أنه مفعول "رأى".
وقوله: "أعلاها"؛ أي: أعلى الدار، أراد سقفها.
وقوله: "يُصَوِّر" على صيغة المعلوم من المضارع، في محل النصب على
الحال، ومعناه: يصنع الصور، وقال الكرمانيّ مصوّرًا بلفظ المفعول، و"بِصُوَرٍ"
بلفظ الجار والمجرور، وقال بعضهم (?): هو بعيد، قلت: لم يبيِّن وَجْه بُعده،
فلا بُعد أصلًا، بل هو أقرب، على ما لا يخفى. انتهى (?).
[تنبيه]: رواية جرير عن عمارة هذه ساقها أبو يعلى في "مسنده"، فقال:
(6086) - حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا جرير، عن عمارة بن القعقاع، عن
أبي زرعة، قال: دخلت أنا وأبو هريرة دارًا تُبْنَى بالمدينة لسعيد، أو لمروان،
قال: فتوضأ أبو هريرة، وغسل يديه حتى بلغ إبطيه، وغسل رجليه حتى بلغ
ركبتيه، فقلت: ما هذا يا أبا هريرة؟ قال: إنه منتهى الحلية، قال: ورأى
مُصَوِّرًا يُصَوِّر في الدار، فقال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "قال الله تعالى: ومن أظلم
ممن ذهب يَخلُق كخلقي، فليخلقوا حبة، وليخلقوا ذَرَّةً". انتهى (?).
وبالسند المتّصل إلى المؤلّف رَحِمَهُ اللهُ أوّل الكتاب قال:
[5533] (2112) - (حَدَّثَنَاي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ
مَخْلَدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "لَا تَدْخُلُ الْمَلَاِئكَةُ بَيْتًا فِيهِ تَمَاثِيلُ، أَوْ تَصَاوِيرُ").
رجال هذا الإسناد: ستة:
1 - (خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ) الْقَطَوانيّ، أبو الهيثم البجليّ مولاهم الكوفيّ،
صدوقٌ يتشيّع، وله أفراد، من كبار [10] (ت 213) أو بعدها (خ م كد ت س
ق) تقدم في "الإيمان" 65/ 372.