وبالسند المتّصل إلى المؤلّف رَحِمَهُ اللهُ أوّل الكتاب قال:
[5531] (2111) - (حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ
نُمَيْرٍ، وَأَبُو كُرَيْب، وَأَلْفَاظُهُمْ مُتَقَارِبَة، قَالُوا: حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ
أَبِي زُرْعَةَ، قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ فِي دَارِ مَرْوَانَ، فَرَأَى فِيهَا تَصَاوِيرَ، فَقَالَ:
سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: "قَالَ اللهُ عز وجل: وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذَهَبَ يَخْلُقُ خَلْقًا
كخَلْقِي، فَلْيَخْلُقُوا ذَرَّةً، أَوْ لِيَخْلُقُوا حَبَّةً، أَوْ لِيَخْلُقُوا شَعِيرَةً").
رجال هذا الإسناد: سبعة:
1 - (ابْنُ فُضَيْلٍ) هو: محمد بن فُضَيل بن غَزْوان الضبّيّ مولاهم، أبو عبد الرحمن
الكوفيّ، ثقةٌ رُمي بالتشيّع [9] (ت 195) (ع) تقدم في "الإيمان" 63/ 358.
2 - (عُمَارَةُ) بن القعقاع بن شُبْرُمة الضبّيّ الكوفيّ، ثقةٌ [6] (ع) تقدم في
"الإيمان" 1/ 108.
3 - (أَبُو زُرْعَةَ) بن عمرو بن جرير بن عبد الله البَجَليّ الكوفيّ، قيل:
اسمه هَرِم، وقيل: عمرو، وقيل: عبد الله، وقيل: عبد الرحمن، وقيل: جرير،
ثقةٌ [3] (ع) تقدم في "الإيمان" 1/ 106.
والباقون ذُكروا في الباب، وقبله.
[تنبيه]: من لطائف هذا الإسناد:
أنه من خماسيّات المصنّف رَحِمَهُ اللهُ، وأنه مسلسل بالكوفيين غير الصحابيّ،
فمدنيّ، وفيه أبو هريرة -رضي الله عنه- رأس المكثرين السبعة، روى (5374) حديثًا.
شرح الحديث:
(عَنْ أَبِي زُرْعَةَ) بن عمرو بن جرير البجليّ أنه (قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ أَبِي
هُرَيْرَةَ) -رضي الله عنه-، جاء عن أبي زرعة المذكور حديث آخر بسند آخر، أخرجه أبو
داود، والنسائيّ، وصححه ابن حبان، والحاكم، من طريق عليّ بن مُدرِك، عن
عبد الله بن نُجَيٍّ -بنون، وجيم، مصغرًا- عن أبيه، عن عليّ -رضي الله عنه- رفعه: "لا
تدخل الملائكة بيتًا فيه كلب، ولا صورةٌ". (فِي دَأرِ مَرْوَانَ) بن الحكم، وفي
رواية البخاريّ: "دخلت مع أبي هريرة دارًا بالمدينة"، فرواية مسلم هذه تفسّر
ما أُبهم في رواية البخاريّ، وفي الرواية التالية من طريق جرير، عن عمارة:
"دخلت أنا وأبو هريرة دارًا تُبنى لسعيد، أو لمروان"، بالشكّ، وسعيد هو ابن