والباقون ذُكروا قبله.

شرح الحديث:

(عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ) القاسم بن محمد (أَنَّهُ سَمِعَ

عَائِشَةَ) -رضي الله عنها- (تَقُولُ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، وَقَدْ سَتَرْتُ) جملة في محلّ

نَصْب على الحال، (سَهْوَةً لِي بِقِرَامٍ)، فقوله: (وَقَدْ سَتَرْتُ سَهْوَةً لِي) -بفتح

المهملة، وسكون الهاء-: هي صُفَّةٌ من جانب البيت، وقيل: الْكُوَّة، وقيل:

الرَّفّ، وقيل: أربعة أعواد، أو ثلاثة يُعارَض بعضها ببعض، يوضع عليها شيء

من الأمتعة، وقيل: أن يبني من حائط البيت حائطٌ صغيرٌ، ويُجعل السقفُ على

الجميع، فما كان وسط البيت فهو السَّهْوة، وما كان داخله فهو المخدع،

وقيل: دَخْلة في ناحية البيت، وقيل: بيت صغير يُشبه المخدع، وقيل: بيت

صغير مُنحَدِر في الأرض، وسَمْكُه مرتفع من الأرض؛ كالخزانة الصغيرة، يكون

فيها المتاع، ورجَّح هذا الأخير أبو عبيد، ولا مخالفة بينه وبين الذي قبله.

وقد وقع في حديث عائشة أيضًا أنها علقته على بابها، وكذا في رواية

زيد بن خالد الجهنيّ، عن عائشة، فتعيّن أن السهوة بيت صغيرٌ عَلّقت السِّتر

على بابه، أفاده في "الفتح" (?).

(بِقِرَامٍ) -بكسر القاف، وتخفيف الراء-: هو ستر رقيق من صوف، ذو

ألوان، وقالى أبو سعد: القرام صوف غليظ جدّأ يُفرش في الهودج، وفي

"المحكم": هو ثوب من صوف مُلَوَّن، والجمع قُرُم، وعن ابن الأعرابي: هو

ثوب من صوف فيه ألوان من عِهْن، فإذا خِيْطَ صار كأنه بيت، فهو كِلّة (?)،

وقال القزاز، وابن دريد: هو الستر الرقيق وراء الستر الغليظ، على الهودج

وغيره، وقال الخليل: يتخذ سترًا، أو يُغشى به هودج، أو كِلّة، وزعم

الجوهريّ أنه ستر فيه رقم، ونقوش، وقال: وكذلك الْمِقْرَم، والْمِقْرَمة، قاله

في "العمدة" (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015