إسحاق بن راهويه، عن سفيان بسنده، أنهما سمعا أبا هريرة، أخرجه النسائيّ.

انتهى (?).

(عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ) -رضي الله عنه- (أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: (إِنَّ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى لَا

يَصْبُغُونَ) قال في "الفتح": هكذا أطلق، ولأحمد بسند حسن عن أبي أمامة،

قال: "خرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على مشيخة من الأنصار، بِيضٍ لحاهم، فقال: يا

معشر الأنصار حَمِّروا، وصفّروا، وخالفوا أهل الكتاب".

وأخرج الطبرانيّ في "الأوسط" نحوه، من حديث أنس، وفي "الكبير" من

حديث عتبة بن عبد: "كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يأمر بتغيير الشعر مخالفةً للأعاجم"،

وقد تمسَّك به من أجاز الخضاب بالسواد، قاله في "الفتح" (?).

قال الجامع عفا الله عنه: هذا عجيب، كيف يحتجّ بالمفهوم مع وجود

المنطوق الصريح الصحيح: "واجتنبوا السواد"؟ إن هذا لشيء عُجاب، والله

تعالى المستعان.

(فَخَالِفُوهُمْ") وللنساليّ من حديث ابن عمر -رضي الله عنهما- رفعه: "غَيِّروا الشيب،

ولا تشبهوا باليهود"، ورجاله ثقات، لكن اختُلِف على هشام بن عروة فيه،

كما بيَّنه النسائيّ، وقال: إنه غير محفوظ، وأخرجه الطبرانيّ في "الأوسط"

من حديث عائشة، وزاد: "والنصارى"، ولأصحاب "السنن"، وصححه

الترمذيّ من حديث أبي ذرّ رفعه: "إن أحسن ما غَيَّرتم به الشيب

الحناء والكتم"، وهذا يَحْتَمِل أن يكون على التعاقب، ويَحْتَمِل الجمع،

والله تعالى أعلم.

مسائل تتعلّق بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- هذا متّفقٌ عليه.

(المسألة الثانية): في تخريجه:

أخرجه (المصنّف) هنا [24/ 5499] (2103)، و (البخاريّ) في "أحاديث

طور بواسطة نورين ميديا © 2015